مقالة ليست ساخرة بقلم: فؤاد وجاني
لو كان عنترة بن شداد العبسي بيننا اليوم لنبذ التغزل بشَعْر عبلة ولهجر الليل وسوادَه من أجل أسنان كوندوليزا التي تشبه حبات الأرز في بياضها . تعيس أنت ياعنترة ، فلم يقدر لك الدهر لَمْح قوام كوندي الذي يشبه هلال الصيام في بزوغه ، ومسح دموع لطالما جُدت بها على عبلة في سبيل رموش كوندي الناعسة . ولو دنت كوندي من ناظم الغزالي أيام الطرب الجميل لأنشد "اقول وقد ناحت بقربي غرابة... ايا جائرة لو تشعرين بحالي" ، ولتقاسم معها الهموم بلغة فرنجية دافئة قائلا "كم كم هير... أقسمك نصفين" بدلا من التغريد بلهجة حب عراقية واهنة "تعالي تعالي ...اقاسمك الهموم تعاليْ" . ولو مرت كوندوليزا بباب المتصوف ربيعة بن عامر لانقطع حتما عن الزهد والعبادة ولنظم "قل للقبيحة دون الخمار الأسود... ماعساك تفعلين بناســــــك متعبد". ولوعلم دافينشي بسر ابتسامة كوندوليزا لانتحر ندما على رسم الموناليزا ، ولتحولت حديقة البيت الأبيض الى قبلة للعاشقين بدل مجاري فينيسيا ، ولذاع صيت عجينة كوندوليزا الأمريكية حتى يراه الناس في كل بيتزا إيطالية .
إنها حبيبة العرب والفرس على حد السواء ، تراهم سكارى وماهم بسكارى ، لكن هوى كوندي احتل القلب بعد أن كان فندقا للناطحة والمتردية. فحنوا للردى من فرط حبهم ، وتجرعوا سمها على أنه شهد عسل. مساكين هؤلاء العربان والفرسان ، تركتهم كوندوليزا هيامى القلوب حيارى النفوس ، يحدثون النجوم في عز ظهرها ، ويدعون الله أن لايجمعهم لحد بكوندي و قد فرقهم مهد. فقد كادوا لايبيتون ليلة دون أن يكتحلوا بجيوش من محاسن وجهها، حتى غدا معظهم صرعى بلا تهمة أو هلكى بلا ذنب سوى أنها شغفتهم حبا.
إنها كوندوليزا وماأدراكم ماهي ، قضبان غوانتانامو تتغنى بصداها، ورجال لبنان ماتوا في شدة الغرام فداها ، وتربة الفلوجة تشتهي أن تدوسها قدماها، وأطفال غزة يبكون دما عساها تبكي عليهم عساها . فماأن تحل بدار من ديارهم حتى تنشرح قلوبهم متبسمة للشفاه الغجرية، وتخلو أجواؤهم لفسح السماء لحمامة السلام الأمريكية ، وتتفتح أحضانهم لاستقبال وردة الحب الأطلسية .
حبيبة الأفئدة هي ، وماأدراكم ماهي ، شعرها كالموج في تجعده تالله قد ظلموا شوك القنفذ، ووجنتاها جمر أحمر تحرسان فما رصاصيا كأنه تنين ملتهب ، غزالة في رشاقتها فاقت ظبي الربع الخالي المنقرض ، كالغيث في طلعتها المنذر بالطوفان على الأرض الجدب.
بئس قلبٌ خشنُ الجدارِ متصلبُ الشرايينِ لم يَهِمْ برقة كوندي ، ولم يُتيِّمه غُنجها ودلالها. وخسئ نسيمٌ عليل لم يترنح بريح إبط كوندي البهنانة المعطَّرة . تلكم ملكة جمال القارات الخمس بعد فناء البشرية واندثارها ، وخلو الأرض من أهلها واصفرارها . تلكم صاحبة العقل النقي، والقلب التقي ، الفرات يجري في خدها ، ونضرة دجلة بادية على خشمها، تستغني بجمالها الفتاك عن المساحيق ، وتسر العميان قبل الناظرين ، لايراها إنسي إلا أذهلته ، ولايلمحها جني إلا سحرته .
مسكينة هي ، بالرغم من القد الممشوق والمحيا المعشوق والعطر المعبوق فلازالت أميرة الغنج والدلال بكرا عذراء لم يطمثها عربي ولاإفرنجي حتى الآن. متشبثة بالحب العذري هي ، عانسة هي ، لابنون ولانظور ولامذكار ولامأناث. ترفض كل عريس متقدم وكل خطيب متأخر ، وكأنها ليلى العامرية في زي الدمية الوردية "باربي" الأمريكية تطلب فارسا أبيا ولاترضى دونه فوق الجواد الأبيض غازيا.
فلم تخضع كوندي لمسطول وزراء باكستان رغم أنه راودها بمهر من الباذنجان بدل مقاتلة الطالبان ، ولالعريس الغفلة بهلول الضفة الغربية رغم تقبيله للأرجل الصهيونية عربونا مقدما ولعقه الأصابع الإسرائيلية صداقا معجلا في سبيل الجهاد مع كوندوليزا على فراش الفلسطينية، ولم تخنع للمسهول المصري رغم ذبحه أطفال غزة قربانا وغلقه المعابر تصديقا وإيمانا بكوندوليزا التي فاق سحرها في عينيه جمال كليوباترا إلهة الرقة عند الفراعنة القدامى، ولم تستلم لمهلوك العراق رغم بعثه اليها بصيغة متعة مقدارها ليلة واحدة ينتهي فيها النكاح في فجر الصباح مقابل نفط كركوك المباح وحقول العراق وعقوله .
مسكينة هي كوندي ، تطاردها الشائعات بأنها تهوى البنات دون الرجال شهوة ، وبأنها من فرقة اللوطيات وشرذمة المثليات ، وكذلك النجمات يحسدنهن الحاسدات ، وكذلك الحسناوات يغرن منهن الغيورات . فلاتأبهي لقولهن ياعفيفتي ياملاك ، ولتدخلي عليهن بجمالك الفتاك ولا حاجة لتزويدهن بالسكاكين فسوف يقطعن أنفسهن بالأسنان ، وسيقلن عنك حاشى أن تكوني بشرا .
أيها القراء المتزوجون والمتزوجات، والعزاب والأبكار، والمطلقون والمطلقات، أختم مقالتي الجادة هاته بكلام عقيم جاء على لسان حكيم مصري قديم كان إذا أراد توريط شخص ما بالزواج من قبيحة يقول له : "الست الوحشة في البيت نعمة "، طبعا هذا المثل ينطبق على كل النساء إلا الشيخة كوندي بنت رايس والبيت الأبيض .
الجمعة، مايو 8
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
مدونة رائعة وجهد متميز ارجو لك مزيدا من التقدم والازدهار
إرسال تعليق