الاثنين، مايو 19

Iraqi poem شعر كريم العراقي

مصدر إسرائيلي: أمريكا منحت الكيان ضوءاً أخضر لضرب حزب الله

وديع عواودة

كشف موقع أمني “إسرائيلي” أمس أن واشنطن منحت حكومة “إسرائيل” في العاشر من الشهر الحالي الضوء الأخضر لمهاجمة حزب الله مجدداً، وذكر موقع “ديبكا” المختص في المسائل الأمنية والاستخباراتية ان جيش “إسرائيل” تأهب غداة الضوء الأخضر لمهاجمة مواقع حزب الله في غرب بيروت وشمال لبنان، لكن رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير الحرب إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني “فتّ في عضدهم” وخشوا من الإقدام على ذلك، ما أثار حنق واشنطن.
ولفت الموقع ذو التوجهات اليمينية إلى أن ما وصفها بحالة الشلل “إسرائيلية” سياسياً وعسكرياً مكنت إيران وحزب الله من إحراز انتصار عسكري وسياسي استراتيجي كبير على “إسرائيل” وأمريكا، وهو الثاني في غضون عامين.
ونقل “ديبكا” عن مصدر “رفيع جداً” رافق الرئيس جورج بوش في زيارته الأخيرة لـ”إسرائيل” قال إن حكومة الكيان فوتت فرصة ذهبية للإجهاز على واحدة من الجبهات المعادية الأربع إيران وسوريا وحزب الله وحماس التي تهدد أمنها. وأضاف أن أولمرت حينما استهل الجلسة الحكومية الاسبوعية الأحد الماضي كان في يده ضوء أخضر من واشنطن لمهاجمة حزب الله وكانت الرسالة الأمريكية في غاية الوضوح، وحددت أنه في حال هاجمت “إسرائيل” حزب الله فإن بوش سيزور “إسرائيل” في ظل الهجوم، وحتى لو تعرضت تل أبيب ومطار اللد الدولي للصواريخ.
ويشير الموقع إلى أن الاستخبارات الأمريكية رجحت أن حزب الله سيرد على الهجوم “الاسرائيلي” باستهداف شمال فلسطين المحتلة ومركزها بـ 600 صاروخ في اليوم.
وبحسب “ديبكا” مارس البيت الأبيض ضغوطاً على اولمرت وأكد أمامه أن الأحداث الداخلية في لبنان تشكل فرصة غير عادية على خلفية استخدام حزب الله السلاح ضد طرف لبناني آخر. ونسب الموقع لمصادر استخباراتية أمريكية قولها إن حزب الله دفع نحو خمسة آلاف من مقاتليه في الجنوب نحو بيروت، بعدما رصدت أجهزته حقيقة عدم تحريك “إسرائيل” جندياً أو دبابة واحدة في المناطق الحدودية، وأضاف “هذا يعني أن حزب الله خاطر وغامر بكشف جبهته في الجنوب لحسم انتصاره في بيروت، وفي هذه اللحظة بالذات طلب الأمريكيون من “إسرائيل” مفاجأة حزب الله.
وبموجب “ديبكا” كانت الخطة العملياتية تقتضي شن سلاح الجو “الإسرائيلي” غارات متتالية على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان وبيروت الغربية، وتمكين خصومه من فتح جبهة واحدة منسقة عليه في الوقت نفسه، ويضيف في موازاة ذلك تدخل مدرعات “إسرائيلية” جنوب لبنان، ويتقدمان بمحورين نحو بيروت، الأول طريق الساحل، والثاني طريق النبطية، جزين وزحلتا عاليه.
لكن رئيس الوزراء أولمرت أمر مساء 11 الشهر الحالي بإبلاغ رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بقرار “إسرائيل” بعدم مهاجمة حزب الله، ويضيف كان لتراجع أولمرت استناداً للمصادر الأمريكية الأثر المباشر في انهيار القوى المتحالفة مع الغرب في بيروت.
ويوضح الموقع أنه فيما أغدق بوش المديح على “إسرائيل” خلال الاحتفالات بستينيتها وجهت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والمستشار لشؤون الأمن القومي ستيفن هادلي انتقادات لاذعة لـ”إسرائيل” في الجلسات المغلقة. ونسب لضباط “إسرائيليين” كبار شاركوا في الجلسات السرية القول إنهم لم يروا من قبل الساسة الأمريكيين غاضبين وحانقين على خلفية تفويت “إسرائيل” ل”الفرصة”.
ويشير الموقع إلى أن “إسرائيل” لم تتوقع قيام حزب الله بما قام به في بيروت الأسبوع الماضي.


الأحد، مايو 18

ديون العراق .. سلاسل وأعناق

علاء حداد
عندما يقع أي بلد تحت الاحتلال تقوم الدولة المحتلة على تشديد قبضتها العسكرية والسياسية الاقتصادية . والاقتصاد دائما ما يكون هو الغاية التي من اجلها احتل ذلك البلد وبالتالي تتحقق عناصر الاحتلال الثلاثة .
وعليه فان الاحتلال الامريكي للعراق بعد ان حسم الامر عسكريا خطط لعملية سياسية نشهد انعكاساتها الكارثية على الشعب العراقي من اول ساعاتها الى اليوم ومن ثم بدا يخطط للاستحواذ على الكعكة العراقية وطرح عدة اوراق سقطت واحدة تلو الاخرى حتى بات الحديث عن النهب من ثروات العراق معلن وبدون أي حياء
اخر هذه الاوراق حين قرر عدد من أعضاء الكونغرس الامريكي ومن الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي في الثاني من هذا الشهر إلى طرح مشروع قرار ملزم التنفيذ من قبل الحكومة العراقية ، والحكومة العراقية لا يحتاج لها قرار ملزم التنفيذ فهي المطيع لجميع القرارات الملزمة والغير ملزمة ليست هذه الحكومة فقط ولكن حتى الحكومات السابقة واللاحقة ما دام هناك سيد امريكي هناك عبد يطيع ، هذا اذا علمنا ان القرار يصدر بالاجماع من قبل اعضاء الكونكرس الامريكي الذي دائما ما تكون قراراته تصدر بالتوافق وخصوصا القرارات التي تتعلق بامور مالية تعود الى الحكومة الامريكية
والقرار يدعو إلى تحويل الأموال التي قدمتها الولايات المتحدة لتمويل مشاريع إعادة الإعمار في العراق إلى قروض .. نعم الى قروض واجبة السداد من قبل أي حكومة عراقية تتسلم مقاليد السلطة في العراق .
هذا الطرح يكشف وبدون أي لبس ان سواد عيون العراقيين الذين ادعت أميركا لتحريرهم ليس صك موقع على بياض وانما بثمن سيكلف الاجيال القادمة حاضرهم ومستقبلهم . وبما انهم باتو امام خيارين اما الهرب واعلان الهزيمة او الانتظار في مستنقع العراق وتلقي الضربات وهذين الخيارين لا تمنع من كشف الاوراق والاعلان عن النوايا الحقيقية التي احتلو بها العراق.
وقد قالها قبلهم وزير الدفاع الاسترالي بريندن نلسون الذي اكد على ان "احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة ينبع من رغبة في التحكم باحتياطيات النفط العراقي "
ان هذه الديون اذا ما اقرت فانها سوف تكبل العراق باغلال يتناقلها الشعب العراقي جيل بعد جيل ولن يستطع تسديد اي مبلغ منها بعد ان رهن اقتصاد البلد وموارده حتى التي لم تستخرج بعد بسياسة صندوق النقد الدولي الذي بداء باستقطاع ديون لمشاريع معلقة بالهواء لم يرى منها المواطن العراقي سوى احلام وردية روجت لها النخب الحاكمة اليوم لغرض الاستحواذ على ما خف وزنه وغلا ثمنه .
وان تجربة الشعب المصري الذي يدفع لهذا اليوم ديون الخديوي باشا بعد ان اغرقه البريطانيين بمشاريع وهمية لم يتم تحقيق أي شي منها وهو لحد الان يلهث وراء رغيف الخبز في حين لم يستطع ان يحصل على ماء صالح للشرب في بعض المناطق
ويطالب هؤلاء الاعضاء باجمالي ما قدمته الولايات المتحدة حتى مطلع العام الجاري وفق ما قاله المفتش العام الامريكي الخاص لإعادة الإعمار ستيوارت بوين يبلغ 47,5 مليار دولار في القطاعات المدنية فقط ، مقارنة بـ 18,5 مليار دولار كانت حكومة بوش خصصتها بموافقة الكونغرس عقب احتلال العراق.
ويدعو هؤلاء الحكومة الامريكية إلى مطالبة حكومة المالكي بضرورة تحويل جزء من عوائد النفط العراقي المتصاعدة لتمويل مشاريع إعادة الإعمار. مشيرين ا الى أن العراق سيحقق فائضا في عوائد النفط تقدر بنحو 60 مليار دولار بالوقت الذي وصل دخل العراق من مبيعات النفط في عام 2007 نحو مائة مليار دولارفي الوقت الذي تتجه فيه الولايات المتحدة نحو مرحلة من الركود الاقتصادي وعجز في الميزانية. والمواطن الامريكي يدفع ثمنا عاليا للبنزين ،
هذا الطرح هو بداية لاستحصال مبلغ الـ 600 مليار دولار هي قيمة ما خسره في العراق حتى الان على مشروعه الفاشل في العراق والذي لم يكن للشعب العراقي أي دور في في طلب المساعدة او تحديد نوع المشاريع التي يحتاجها فعلا .
ولا يساورنا الشك في القدرة الامريكية في التغير في الاهداف والمسارات وتحويلها حسب المصلحة الأمريكية فلا نستغرب اذا ما قرر بعض الامريكان يوما قرار يقول ان كل من لديه فاتورة يتقدم بها لغرض الصرف من قبل العراق وملزمة الدفع وبذلك تكون قوائم الفواتير تزن بالأطنان ولا نستغرب من ان نرى من يتقدم يوميا لنا من يحمل فاتورة لكلب كان قد تناول أكلة أتخمته وانتفخ بها واضطر الى تسفيره الى لوس اجلوس لغرض التنفيس عنه ويطالبنا ايظا بتسديد نفقاته .
قد يكون الإعلان عن الأهداف والنوايا الحقيقة للاحتلال وطرحها بشكل علني يخفف العناء من البحث في كشف النوايا الحقيقة للاحتلال ، ولكن القرارات التي تمررفي الغرف المغلقة وخلف الكواليس والتي لم يعلن عنها او التي توجد في ادراج مكاتب مسئولي البنتاغون والسي أي اي والدوائر الصهيونية والايرانية ماذا ستخبأ للأجيال القادمة والأيام كفيلة بان تأكد بان ما خفي كان أعظم .

تميم البرغوثي ... في القدس




Arab and Muslim Extremists Undermine a Just Cause

By Ray Hanania

How many American Muslim, Arab and Palestinian organizations and leaders denounced the declaration this week by terrorist leader Osama Bin Laden that the attacks on the World Trade Center were intended to defend the rights of the Palestinian people?

How many rose up to denounce Bin Laden's attack against Israel, saying his al-Qaeda terrorist organization is driven by the justice of the Palestinian cause?

Not one. That is shameful. That is the problem facing the Arab, Palestinian and Muslim American community. That is the challenge that undermines the ability of the Palestinian community in the West to advocate for the justice of their cause. My community leaders claim to speak out against extremism, but they do so in "unprincipled convenience."

They denounce extremism and terrorism in broad strokes and avoid the challenge of speaking out against the extremists and terrorist enablers who are in their midst, who are invited to speak at their national conferences and who hold prominent positions on their boards of directors.

It is not enough to denounce extremism and terrorism, as many Arabs, Palestinians and Muslims have insisted they have and continue to do without also pointing a finger of accountability at themselves for failing to silence the extremist activists who freely roam through out their community.

The reality, though, is that it is a ruse. The Arab American leadership is trying to play it both ways. It wants to satisfy the growing American public demand that they act with principle, while tolerating the intolerable hate speech and extremist rhetoric that is dominating the community's lexicon.

Instead of denouncing the extremists, the Arab and Muslim American leadership are denouncing those who speak out against the terrorists, who go beyond the limits of presenting a façade.

In Arab and Muslim "culture," it is "haram" or a sin to compromise or to air the dirty laundry. That is why so many respond to the demand that they denounce terrorism by saying that they do, when they in fact do not.

The Arab, Palestinian and Muslim American moderates are being held hostage by these extremists who exploit the political realities of an American public that is naïve and uneducated about the Middle East.

These extremists use the fact that Israel's government also engages in extremism and violence as a justification to speak out in one-sided fashion. They denounce the Israeli violence, but not their own.

The principled stand is to speak out against the extremists and the violence not on the basis of race, religion or ethnicity but on the face of the extremist rhetoric and the reality of the violence.

Palestinians, Arabs and Muslims cannot simply denounce Israel's government when it kills innocent civilians. They must also denounce Palestinian groups such as Hamas and Islamic Jihad when they, too, murder innocent Israeli civilians.

The real war on terrorism should be based not on the political whims of partisan politics, as we witnessed this week from President Bush who pandered to his Israeli audience by attacking Senator Barack Obama, but on genuine and honest assault against the extremism that make terrorism possible.

Bin Laden is speaking to real issues when he declares so ridiculously that his violence is based upon the generations of suffering of the Palestinian people.

But Arabs, Palestinians and Muslims must not allow Bin Laden to hijack their just cause. We must not allow Bin Laden and the enablers in our community to undermine our ability to define the real battle.

The real war on terrorism is I fact within our own midst. It is right here in our community. Until Arabs, Palestinians and Israelis can honestly and fully speak out against extremism and include those among their own community who coddle, encourage and enable the extremists, we will never see a truly independent Palestinian State.

ما معنى أن تكون أديبًا؟

بقلم الأديب/ عبد الله الشّيتي (رحمه الله)
سؤال ملحاح يطرح نفسه، ههنا:
- ما معنى أن تكون أديبًا! ، وما معنى أن تكوني أديبة؟
في الشّرح المجازيّ للكلمة ، كلمة أديب: أي من أدّب نفسه، وأحسن صقلها تهذيبًا ورقّة وشفافية ورؤية جماليّة تستشف الكون والفنّ والحياة.. تلك هي المواصفات الأولى أو الأساسيّة. وبعد ذلك تجيء موهبة العطاء من نثر أو شعر.. وتتواءم الموهبة مع الاستعداد والقدرة على التعبير والتأثير في نفوس الآخرين.. وتجسيد آمالهم وآلامهم، فما يجوز للأديب أو الكاتب أو الفنان أن يعيش في معزل عن هموم وطنه ومشكلات مُجتمعه ، ويكتفي من فنّه أو أدبه بالتربّع على أمجاد واهية من شُهرة زائفة أو بروز مُفتعل لا قيمة له بين النّاس !
ومعنى أن تكون أديبًا ، أي أنّك مُطالب في الدّرجة الأهم، أن تكون قدوة ، وأن تكون حالة غير عاديّة ، تعكس مرآة ذاتك، وأن تواكب رحلة العُمر ، ذوقًا جماليًا وفعلا إراديًا وجُرأة أدبيّة، تنتصر معها للمناقب وتُشرع قلمك وفكرك في وجه المثالب والمعايب. ذلك هو في يقيني الأديب أو الشاعر أو الفنّان الملتزم رسالة الحياة والحقّ والحرّية و الكرامة.. وفيما عداه باطل الأباطيل وقبض الرّيح.
****
ومعنى أن تكون أديبًا مُلتزمًا، أن تحيا حياتك مسؤوليّة عامّة حيال المُجتمع، لا أن تعيش عيشك اليومي البليد ولو كان مُرفّهًا.. لابد من أن تتحسس قضايا وطنك وهواجس مُجتمعك وطموح الأجيال التي تنطق باسمها وتُعبّر عنها وتعمل مع العاملين المُخلصين لخيرها ومجدها..
ومعنى أن تكون أديبًا ، أن تتخلّق بأخلاق غير العاديين من النّاس.. أعني أخلاق قادة الفكر والرّأي والإرادة ، أخلاق السمو فوق الأنانيّة والأحقاد والصّغائر.. ذلك لأنّ "فاقد الشيء لا يُعطيه"..
إنّ الأديب الحق والفنّان الحقّ ، من أدرك بحسّه ووجدانه خطورة رسالته في الحياة وفي المُجتمع.. ومن عمل على تحسين وليس "تلميع" صورة الحياة والمُستقبل وحسب.. إنّه الإنسان الفذ الطموح.. الإنسان الإراديّ المُبدع الخلاق.. لا الإنسان المُتواكل السلبي.. وزهو الحياة والتاريخ، في رؤية الأديب أو الفنّان أو الشّاعر، أن تضيف إليهما لا أن تستمرّ فيهما.. زهو الحياة والتّاريخ المُعاصر، أن تكون ما تُريد لا ما يُراد لك..
والفاشل الحائر في هذا الإطار، من يُهزم دون ذلك مهما ادّعى ذلك.. إنّ أثرك يدلّ عليك ويُدنيك من أفئدة جمهورك ولا يُبعدك.. فإمّا أن تكون أو لا تكون.
ومعنى أن تكون أديبًا .. أي أن تكون مُجتمعيًا وحضاريًا ورسولا بانيًا في الإنسانيّة وليس في برجك العاجي تتقوقع، أو حول ذاتك تدور.. الأديب أو الفنّان الحق.. من يكون في صورة الحياة وإطارها الحقيقي .. لا خارج الصورة أو خارج الإطار.. وقلّة هؤلاء في التعداد لو أننا أحصيناهم.. "ما أكثر الأدباء والشّعراء حين تعدّهم.. ولكنّهم في النّائبات والأنواء، قليل.. والقليل النّادر لا حكم له، ولكنّه يخلد مع ذلك في ضمائر النّاس وأفئدتهم، وفي صفحات التاريخ ولو بعد حين.
ومعنى أن تكون أديبًا فنّانًا، أي أنّ عليك "تجديد" نفسك بصورة دائمة، وإلا اعتراك الصدأ قلما وقلبًا ومشاعرًا وأصبحت صفرًا على الشّمال.. وهذا يقتضي منك أن تتواصل فكرًا ووجدانًا ومسؤوليّة ضميريّة مع مُجتمعك الذي إليه تنتمي وهويّته التي تحمل..
والأديب العربيّ في مُعظم من أعرف يحتاج إلى مزيد من الثّقة، وإلى مزيد من الحرّية ومزيد من الشّعور بالاستقرار والطمأنينة والكرامة حتى لا يُقال "لا كرامة لأديب في وطنه" ..
في بلدان العالم المُتقدّم، تجد هناك "مزارات" يؤمّها السيّاح والزّائرون للأدباء والشّعراء والفنّانين العباقرة الذين عرفوا طوال حياتهم وإلى مماتهم كيف تلتصق أعمالهم ونتاجاتهم بوجدان الشّعب وضمير الأمّة.. فإذا هم يُشكّلون "العلامة الفارقة" في حضارة أمّة من الأمم أو مجتمع من المُجتمعات.. ومن فاته ذلك لسبب هو مسؤول عنه مضى في الرّيح والنّسيان لا يذكره إنسان.
****
إنّ الأديب الحقّ أو الفنّان العظيم من ينتصر على نفسه لتنتصر به أمّته وقضاياها العادلة.. إنّه الفارس الذي لا يترجّل ولو ترجّل الآخرون من الفُرسان. وهو قبل هذا كلّه وبعد هذا كلّه ، نموذج رائع للتضحية والنّخوة والإيثار لا الأثرة أو المنفعة الشخصيّة والمكاسب الذاتيّة والأساليب الوصوليّة التي تبرر الواسطة ولو كانت ميكافيليّة دنيئة مرذولة.. والأديب الحق.. وكذلك الشاعر والكاتب من أتقن لُغته.. وحافظ على تُراث أمّته ونافح عن حرّيتها وكرامتها وأخلص للكلمة.. فلا يبيعها في سوق النخاسة.. بذلك يكتب مجده على مرّ السنين..
والأديب الحق من يقرأ أكثر مما يكتب.. ومن لا يتعجّل الشّهرة أو الوصول.. فمن يصل بسرعة يهوي بسرعة. والحفاظ على القمّة أصعب ألف مرّة من الوصول إليها.. هذا هو الأديب الذي نريد ونتمنى، دلّني عليه لأرفع له قبّعتي احترامًا وتقديرًا ووفاءًا وولاء.
****
و يا أيّها الأدباء المبدعون القادرون، انفضوا عن كواهلكم غُبار الكسل والاسترخاء ومجّانيّة الحياة، فالحياة لها ثمن: عطاء ومُعاناة وصبر وبذل وسهر طويل. إنّ الأديب الحق من طلب العلا سهر الليالي.. ومن كان مسكونًا بالألم والأمل معًا. إنّه العبقريّ في تواضعه وبساطته وإحساسه أنّه إنسان وليس رقمًا..!.. أليس كذلك؟!..


مفتاح الكتابة، مفتاح الفقر

بقلم: أسامة كمال


وكأن للفقر مفتاح وللكتابة أيضا..
في مساء بعيد قرأت لأحد أصدقائي : بأن الكتابة مفتاح الفقر. ولأنني وقتها كنت في باكر صباي . ولأنه وقتها كان يكبرني بأعوام ، تخيلت حروف الكتابة وقد صارت أيقونات صغيرة ملونة تومض وتخفت ، فوق رأسه تماما ، وتأبى المغادرة .
أعرف أنه كان مهموماً بالكتابة حد التصوف ، وأعرف انه يحيا دائماً على حافة سحرها الأثير، وأنه بسببها صار نبياً منبوذاً فيمن حوله ، وأعرف أنه يلامس بقلبه عالماً يتوق إليه ويتمناه .
وتغيب بيني وبين صديقي السنوات ، وما زالت عبارته تطاردني ، وكأن الفقر صديقه وصديقي ، وكأن الكتابة هي حلمنا المفقود .
فتشت عنه ، ركبت قطارات الصباح ، وجالت قدماي في شوارع الصمت ، وشوارع الصخب . بحثاً عن جسده المختبئ في الضواحي البعيدة .
ولمّا فقدت أمل العثور عليه . أتى . وفى عينيه رماد الغياب الطويل . قال : انتهى كل شيء . سألت عن السبب . أجاب بإشعاله عود ثقاب في كراسات أشعاره وكتاباته ، وارتكن جانبا . تركني بحب ، ودون أن يبدى أي مقاومة ، أطفئ بماء صداقتي حريق أشعاره . ولمّا استطعت. أعطيته كراساته وغادرت إلى غياب جديد ، وتركته وحيداً ، وتركني وحيداً .
هو أنا وأنا هو رغم أننا جسدان مختلفان ، هو يختفي في منافيه ، وأنا اختفى في أحلامي الصغيرة ، هو يحاول إيقاد نار محبته للحروف ، ويهرب من لظاها الأخاذ ، وأنا ما زلت مصراُ أن غيمات السماء ، ستمطر حتماُ ، حتى ولو بعد حين .
أعاود البحث عنه ، ويعاود الاختفاء منى ، هو يقدس أن يكون روحاً تحوم فوق أصدقائه ، يتلصص بأذانه عن رحيق مودتهم ، ويجوس بأسراره بين عيونهم . وأنا مازلت صغيراً على غيابه الطويل ، واحتاج إلى صوته النبيل بجواري .
أعرف أن الكتابة مفتاح الفقر... وأعرف أن صديقي سيعود مرة أخرى وكتفاه مثقلان بهم الكتابة وهم الحياة ....
وأعرف أنني سأختفي في شوارع عزلتي ابحث عنه وأبحث عن نفسي ربما استطيع أن ألامس روحي دون خوف من الكتابة والفقر