الاثنين، مايو 19
مصدر إسرائيلي: أمريكا منحت الكيان ضوءاً أخضر لضرب حزب الله
كشف موقع أمني “إسرائيلي” أمس أن واشنطن منحت حكومة “إسرائيل” في العاشر من الشهر الحالي الضوء الأخضر لمهاجمة حزب الله مجدداً، وذكر موقع “ديبكا” المختص في المسائل الأمنية والاستخباراتية ان جيش “إسرائيل” تأهب غداة الضوء الأخضر لمهاجمة مواقع حزب الله في غرب بيروت وشمال لبنان، لكن رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير الحرب إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني “فتّ في عضدهم” وخشوا من الإقدام على ذلك، ما أثار حنق واشنطن.
الأحد، مايو 18
ديون العراق .. سلاسل وأعناق
Arab and Muslim Extremists Undermine a Just Cause
By Ray Hanania
How many American Muslim, Arab and Palestinian organizations and leaders denounced the declaration this week by terrorist leader Osama Bin Laden that the attacks on the World Trade Center were intended to defend the rights of the Palestinian people?
How many rose up to denounce Bin Laden's attack against Israel, saying his al-Qaeda terrorist organization is driven by the justice of the Palestinian cause?
Not one. That is shameful. That is the problem facing the Arab, Palestinian and Muslim American community. That is the challenge that undermines the ability of the Palestinian community in the West to advocate for the justice of their cause. My community leaders claim to speak out against extremism, but they do so in "unprincipled convenience."
They denounce extremism and terrorism in broad strokes and avoid the challenge of speaking out against the extremists and terrorist enablers who are in their midst, who are invited to speak at their national conferences and who hold prominent positions on their boards of directors.
It is not enough to denounce extremism and terrorism, as many Arabs, Palestinians and Muslims have insisted they have and continue to do without also pointing a finger of accountability at themselves for failing to silence the extremist activists who freely roam through out their community.
The reality, though, is that it is a ruse. The Arab American leadership is trying to play it both ways. It wants to satisfy the growing American public demand that they act with principle, while tolerating the intolerable hate speech and extremist rhetoric that is dominating the community's lexicon.
Instead of denouncing the extremists, the Arab and Muslim American leadership are denouncing those who speak out against the terrorists, who go beyond the limits of presenting a façade.
In Arab and Muslim "culture," it is "haram" or a sin to compromise or to air the dirty laundry. That is why so many respond to the demand that they denounce terrorism by saying that they do, when they in fact do not.
The Arab, Palestinian and Muslim American moderates are being held hostage by these extremists who exploit the political realities of an American public that is naïve and uneducated about the Middle East.
These extremists use the fact that Israel's government also engages in extremism and violence as a justification to speak out in one-sided fashion. They denounce the Israeli violence, but not their own.
The principled stand is to speak out against the extremists and the violence not on the basis of race, religion or ethnicity but on the face of the extremist rhetoric and the reality of the violence.
Palestinians, Arabs and Muslims cannot simply denounce Israel's government when it kills innocent civilians. They must also denounce Palestinian groups such as Hamas and Islamic Jihad when they, too, murder innocent Israeli civilians.
The real war on terrorism should be based not on the political whims of partisan politics, as we witnessed this week from President Bush who pandered to his Israeli audience by attacking Senator Barack Obama, but on genuine and honest assault against the extremism that make terrorism possible.
Bin Laden is speaking to real issues when he declares so ridiculously that his violence is based upon the generations of suffering of the Palestinian people.
But Arabs, Palestinians and Muslims must not allow Bin Laden to hijack their just cause. We must not allow Bin Laden and the enablers in our community to undermine our ability to define the real battle.
The real war on terrorism is I fact within our own midst. It is right here in our community. Until Arabs, Palestinians and Israelis can honestly and fully speak out against extremism and include those among their own community who coddle, encourage and enable the extremists, we will never see a truly independent Palestinian State.
ما معنى أن تكون أديبًا؟
مفتاح الكتابة، مفتاح الفقر
وكأن للفقر مفتاح وللكتابة أيضا..
أعرف أنه كان مهموماً بالكتابة حد التصوف ، وأعرف انه يحيا دائماً على حافة سحرها الأثير، وأنه بسببها صار نبياً منبوذاً فيمن حوله ، وأعرف أنه يلامس بقلبه عالماً يتوق إليه ويتمناه .
وتغيب بيني وبين صديقي السنوات ، وما زالت عبارته تطاردني ، وكأن الفقر صديقه وصديقي ، وكأن الكتابة هي حلمنا المفقود .
فتشت عنه ، ركبت قطارات الصباح ، وجالت قدماي في شوارع الصمت ، وشوارع الصخب . بحثاً عن جسده المختبئ في الضواحي البعيدة .
ولمّا فقدت أمل العثور عليه . أتى . وفى عينيه رماد الغياب الطويل . قال : انتهى كل شيء . سألت عن السبب . أجاب بإشعاله عود ثقاب في كراسات أشعاره وكتاباته ، وارتكن جانبا . تركني بحب ، ودون أن يبدى أي مقاومة ، أطفئ بماء صداقتي حريق أشعاره . ولمّا استطعت. أعطيته كراساته وغادرت إلى غياب جديد ، وتركته وحيداً ، وتركني وحيداً .
هو أنا وأنا هو رغم أننا جسدان مختلفان ، هو يختفي في منافيه ، وأنا اختفى في أحلامي الصغيرة ، هو يحاول إيقاد نار محبته للحروف ، ويهرب من لظاها الأخاذ ، وأنا ما زلت مصراُ أن غيمات السماء ، ستمطر حتماُ ، حتى ولو بعد حين .
أعاود البحث عنه ، ويعاود الاختفاء منى ، هو يقدس أن يكون روحاً تحوم فوق أصدقائه ، يتلصص بأذانه عن رحيق مودتهم ، ويجوس بأسراره بين عيونهم . وأنا مازلت صغيراً على غيابه الطويل ، واحتاج إلى صوته النبيل بجواري .
أعرف أن الكتابة مفتاح الفقر... وأعرف أن صديقي سيعود مرة أخرى وكتفاه مثقلان بهم الكتابة وهم الحياة ....
وأعرف أنني سأختفي في شوارع عزلتي ابحث عنه وأبحث عن نفسي ربما استطيع أن ألامس روحي دون خوف من الكتابة والفقر
غزل في زمن احتلال
بقلم : فؤاد وجاني
تسافرين الى مدينة الغزل
حيث تمتزج ألحان القدس بنكهة عروبتك
تمطر غيمة فوق رأس سماء مغربي وعراقك
تتشابك خيوط شمس في شعر دمشقك
تبتسم ابيات على شفتي النيل الفضيتين
تحنين الى غزل في زمن احتلال
في عصر حب جائع ونبل فقير
وتعودين
منهزمة بآخر النهار
كلقمة خبز بأرض عربية
لتتنفسي خيبات الليل
كصبح تحت سماء عربية
تحنين الى غزل في زمن احتلال
كفيء شتاء يحن لأغصان نخل ذابلة
كتنهيدة تحتضر في فؤاد مولودة جديدة
كشاعرة مخضرمة ضاع ديوانها بين كراسي حافلة
تحنين الى غزل في زمن احتلال
كحنين ناقة لماء زلال في واحة قاحلة
كوردة ياسمين ناعمة بين أشواك ناقمة
كدمعة تبحث عن كرم أجفان لتجدها مسدلة
كسيف هاجر غمده ليغتالوا به قلبي فراتي ودجلتك
انسي
ولاتتذكري أزمان الغزل
فإن الغياب توسد قلب الوطن
وانشدي
وطني حبيبي وطني الغائب
وطني حبيبي وطني الغائب
رحم الله الوطن
ورحم الله أيام الغزل
جُرأة مواطن عربي
قال : لا .. لستُ أنا
قلتُ : هلْ صيَّركَ اللهُ إلهاً فوقنا؟
قال : حاشا ربنا
قلتُ : هلْ نحنُ طلبنا منكَ أنْ تحكمنا؟
قال : كلا
قلت : هلْ كانت لنا عشرة أوطانٍ
وفيها وطنٌ مُستعملٌ زادَ عنْ حاجتنا
فوهبنا لكَ هذا الوطنا؟
قال : لم يحدثْ ، ولا أحسبُ هذا مُمكنا
قلتُ : هل أقرضتنا شيئاً
على أن تخسفَ الأرضَ بنا
إنْ لمْ نُسدد دَينَنَا؟
قال : كلا
قلتُ : مادمتَ إذن لستَ إلهاً أو أبا
أو حاكماً مُنتخبا
أو مالكاً أو دائناً
فلماذا لمْ تَزلْ يا ابنَ الكذا تركبنا؟
… وانتهى الحُلمُ هنا
أيقظتني طرقاتٌ فوقَ بابي :
افتحِ البابَ لنا يا ابنَ الكذا
افتحِ البابَ لنا
إنَّ في بيتكَ حُلماً خائنا
الجمعة، مايو 16
الجمعة، مايو 2
ماذا بعد موت آخر الفراعنة حسني مبارك؟ وهل يحكم حفيد أولمرت مصر؟
من الحمارة للطيارة
قليلة هي المعلومات التى أتيحت عن أصل و نشأة حسنى مبارك . فالسيرة الذاتية الرسمية الخاصة به و التى اصدرتها هيئة الاستعلامات حجبت بشكل يدعو الى الريبة و الشك معا أية معلومات عن طفولة و شباب حسنى مبارك و كانه لم يعش هاتين الفترتين من حياته. فمن كفر المصيلحة في محافظة المنوفية، انتقل مبارك ليصبح طيارا بكلية سلاح الطيران المصري ومن تم الى سدة الرئاسة بعد اغتيال السادات في السادس من أكتوبر سنة 1981 لتصبح فترة حكمه الأطول من نوعها في الوطن العربي. وهنا أتذكر المثل المغربي الشائع "من ركوب الحمارة الى ركوب الطيارة" حيث ينطبق المثل هذا على مسيرة حياة الراحل عنا قريبا حسني مبارك(البالغ حاليا 80 حولا) . لاشك أن وقائعا شتى في مسيرة مبارك بالنظر الى إطارها الزماني (مابعد حرب أكتوبر) والمكاني (بلاد مصر الظهر الحامي لإسرائيل) لم تكن من صنيع الصدفة أو القدر. ولاشك اننا ، كعرب ومسلمين وبحكم تفاعلنا المستمر والتاريخي مع حضارات البحر المتوسط والشرق عموما، نؤمن بمشيئة الله ونخضع للقضاء والقدر وأحيانا أخرى نشرك فنخنع لسلطة الحظ والفأل . لكن هناك وقائع تاريخية لايبدو أنها حدثت صدفة بل تم نسبها في الغالب افتراء الى آلهة الحظ.
الزواج المبارك بالمؤامرة البريطانية-الإسرائيلية
زواج حسني مبارك من سوزان ثابت ذات الجذور البريطانية من جهة أمها المزدوجة الجنسية الممرضة الإنجليزية الناشئة في ويلز (ليلي ماي بالمر) التي تزوجت الطبيب المصري صالح ثابت. والجدير بالذكر غياب معلومات كافية عن مرجعية الأم بالمر. مما قد يطرح نظرية المؤامرة البريطانية خاصة بعد فشل الإحتلال البريطاني تاريخيا في إخضاع شعب مصر لسيطرته مكتفيا خلال سنوات الإحتلال بتسيير السلطة العثمانية من بعيد والممثلة في خديوي مصر وتعيين معتمد بريطاني يقوم بأعمال الإحتلال .
من السذاجة القول إن الإحتلال قد رحل عن بلاد العرب بخروج القوات العسكرية التي فشلت أمام حركات المقاومة سواء تعلق الـأمر بأرض الكنانة أم بسائر أنحاء المنطقة العربية. وقد فطن المحتل الى أن أن أنجع وسيلة لإحتلال العرب (المستعدون لخوض حرب حامية الوطيس بسبب ناقة لمدة أربعين سنة فمابالك بأرض عربية) يجب أن تكون مصنوعة من جلد محلي مع وجود رقيب قريب يعلم ماتحت كرسي الرئاسة ومافوقه. فهل ياترى أسدت سوزان ثابت الخدمة العسكرية والمدنية الشريفة المنوطة بها إكراما لجذورها البيضاء السامية كامرأة بريطانية الأصل؟ أم أن زواجها من المدرس بالكلية الحربية آنذاك مبارك كان صدفة أخرى من صدف الزمن التي ماأكثرها بوطننا العربي حين يتعلق الأمر بسدة الحكم.
تقول الرواية إن حسني مبارك كان يلبي دعوة احد تلامذته فى الكلية الجوية للعشاء فى منزل أسرته بمناسبة نجاحه. وهناك وقعت عيناه على سوزان التي تزوجها في عام 1958 و ليكتشف أنها المرأة التي يمكن أن يكمل حياته معها. وتعرف مبارك إلى سوزان من خلال شقيقها منير ثابت حين التحق بالأكاديمية الجوية في بلبيس لدراسة الطيران وكان مبارك وقتها مدرسا ومن هنا جاء تعارفه بأسرة منير ثابت وبشقيقته سوزان وتمت الخطبة وهو في رتبة ملازم ثان طيار في القوات الجوية. وتزوجت منه وهي في السابعة عشرة من عمرها بعد أن أنهت دراستها الثانوية فى مدرسة " سان كلير " عام 1958. فهل كانت فعلا قصة حب وتجاذب عيون أم أن عيون الإستخبارات البريطانية رأت في الشاب المصري آنذاك خير أداة للتحكم عن بعد في فترة تاريخية هي الأصعب في التاريخ العربي والإسلامي المعاصر. ومن أولى بتلك المهمة من سيدة تحمل في شرايينها دماء تنضح بالولاء للجذور البريطانية.
حين يغتال الخادم سيده
ملابسات وحيثيات اغتيال السادات مثيرة للجدل والتساؤل خاصة إذا كان نائب الرئيس آنذاك رجل يدعى حسني مبارك . لكن كيف تم تعييين مبارك؟ ومن كان يقف أمام تعيينه ؟
الجميع يعلم الرواية الرسمية المصرية لمقتل السادات التي تلقي بالتهمة على الإسلاميين . لكن ماذا عن رواية الناس والشهود والصحافة المستقلة والنائب البرلماني طلعت السادات –إبن شقيق الرئيس السابق أنور السادات- الذي طالب بإعادة التحقيق في مقتل عمه بعد أزيد من 24 عاما على رحيله مذكرا أن الإسلاميين وأتباع "البنا" بريئون من دمه براءة الذئب من دم يوسف . ومن ياترى له المصلحة في مقتل السادات سوى أقرب الناس اليه؟ خاصة إذا علمنا أن السادات كان ينوي طرد مبارك و تعيين غيره نائبا لرئيس الجمهورية.
كان السادات قد أخبر مبارك بعزمه تعيين غيره فى أواخر سبتمبر من عام 1981 بسبب قيام مبارك بعمل اتصالات فى الجيش من وراء ظهر السادات مما جعل السادات يتوجس خيفة من مبارك و يشك فى نواياه. و فى صباح يوم 6 أكتوبر من عام 1981 أي قبل ساعات من اغتيال السادات ، عين السادات الدكتور عبد القادر حاتم نائبا لرئيس الجمهورية بدلا من حسنى مبارك الا أن القرار الخاص بذلك كان سيجهز و يوقع بعد الاستعراض العسكري. هذا و قد نشرت بعض الجرائد صورة للسادات و هو يصافح عبد القادر حاتم صباح 6 أكتوبر. و طبقا لتقارير أخرى غضب السادات بشدة عندما علم بأن مبارك كان يجرى من خلف ظهره اتصالات مع العائلة المالكة السعودية التى كانت قد قطعت العلاقات معه حينها بعد توقيعه معاهدة السلام مع اسرائيل. أما المؤسسة الدينية السعودية المرتبطة بالعائلة المالكة هناك فقد أحلت دم السادات لانه عقد صلحا و سلاما مع "اليهود أعداء الله". و قد رد السادات في تحديه بقوله ان "السعوديون كانوا رعاع و نحن الذين علمناهم التمدن". أما العائلة المالكة فى السعودية فقد قالت بانها لن تتعامل مع مصر أبدا طالما ظل السادات فى الحكم.
قبل مقتل السادات وبحلول 6 اغسطس 1981 ، كان مبارك قد وضع رجاله فى معظم الوظائف الحساسة و الهامة بالدولة تقريبا ومنهم وزير الدفاع و وزير الداخلية و مدير المخابرات العامة و مدير مباحث أمن الدولة و مدير المخابرات الحربية وغيرهم.
بالرغم من الحماية والحراسة الصارمة التي لفت السادات أثناء العرض العسكرى ، تم اغتياله صبيحة السادس من أكتوبر. كانت اجهزة الحماية تتمثل في العدد الكبير من الحراس المدربين اعلى تدريب فى الولايات المتحدة فى المحيط الأول للسادات الذى يبلغ نصف قطرة 15 متر و لا يمكن اختراقه وفي المحيط الثانى الخارجى يتولى حماية السادات قوات خاصة من الكوماندوز التابعة للحرس الجمهوري وفي المحيط الثالث قوات الأمن المركزي التى توفر الحماية لموكب الرئيس و تأمين الطرقات و الأسطح وفي المحيط الرابع تتولى قوات الشرطة المدنية والشرطة العسكرية عمليات التأمين والحماية. كما تم ضبط الإستعراض الجوي مع لحظة الإغتيال ، وتعطلت شاحنيتين أمام منصة الرئيس قبل أن يطلق خمسة أفراد النار على السادات. الطلقات الأولى أصابته في رقبته وصدره والجزء الأسفل من بطنه . كل من مبارك و ابوغزالة انبطحا أرضا بسرعة و زحفا بعيدا عن السادات الذى كان قد سقط لتوه على الأرض. وبقيت جثة السادات لغزا لمدة 22 عاما الى أن تم تسريبها فلوحظ أثر رصاصتين إضافيتين في جانبيه مطلوقتين من مسدس صغير. الجناة لم يحملوا أية مسدسات صغيرة الحجم بل كانوا يحملون كلاشينكوف من عيار 7.62 مم ، ومكان الإصابة كان في الجانب فمن ياترى كان منبطحا على الأرض على جنب السادات ؟ وفي أول خطاب له أمام منصة مجلس الشعب ، قال حسنى مبارك وهو يذكر اسم الرئيس السادات انه لم يكن يتصور "أبدا" فقدانه او العمل بعده . يومها كسب تعاطف الشعب المصري معه الذي تأثر بالمشهد تأثره بمشاهد فيلم "الوفاء العظيم".
لم يقم السادات بإقالة أبو غزالة بوصفه وزيرا للدفاع بل قام بترقيته فيما بعد ، ولم يشكل مبارك أية لجنة محايدة لتقصي الحقائق في مقتل السادات .
فترة الحكم المباركة
اقتصاديا ، لم تتسم حقبة حكم مبارك بأية إنجازات تذكر. يقول مبارك إنه خفض ديون مصر الخارجية من ستين مليار دولار الى عشرين مليار دولار. واقع الأمر يقول إن الدول الدائنة تنازلت عن هذه الديون مقابل تنازلات مصرية في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد وتأمين الحماية لإسرائيل والمساعدة على حرب العراق الأولى عام 1991.
سياسيا ، أعيد انتخاب مبارك كرئيس للجمهوريـة خلال استفتاء أعوام1987 و1993 و1999 و2005 لخمس فترات متتالية. وأنشأ مبارك قانون الطوارئ الذي يمنح صلاحيات واسعة للسلطات للاعتقال والاحتجاز دون توجيه التهم وكذلك سلطة إيقاف مدنيين أمام محاكم عسكرية لينجح في شل التحركات السياسية التي تقوم بها المعارضة من أجل الإصلاح السياسي، وكبح جماح الناشطين السياسيين والمفكرين، ثم استبدله بقانون مكافحة الإرهاب فيما بعد. الأمر الذي أدى الى امتلاء السجون المصرية على مر العقود بشتى أنواع المسجونين من الاتجاهات اليسارية والعلمانية والدينية وغيرها.
وقام مبارك في فبراير بتعديل المادة 76 من الدستور المصري والمتعلقة بكيفية اختيار الرئيس حيث جعلها عن طريق الإنتخاب المباشر بدل الإستفتاء كما كان عليه الشأن في السابق، الأمر الذي أثار حفيظة الحركات الإصلاحية التواقة للحكم .
سيناريوهات الحكم المفترضة بعد وفاة أو اغتيال مبارك
سيناريو التوريث:
ينص الدستور المصري على أنه في حالة وفاة الرئيس أو إصابته بعجز يمنعه عن القيام بمهامه كرئيس للجمهورية فان رئيس البرلمان (مجلس الشعب) يصبح قائما بأعمال الرئيس لمدة 60 يوما يجب أن يقوم البرلمان خلالها بتعيين مرشح للرئاسة بأغلبية ثلثي الأصوات.
وكان جمال مبارك قد تولى عام 2002 رئاسة لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، وهي اللجنة التي تقوم بصياغة التغييرات التي تتم في الحزب الحاكم، الامر الذي زاد من تكهنات المراقبين والشارع المصري حول اعداده لوراثة حكم مصر عن أبيه لكن مبارك في حديث له عام 2000 لانباء الشرق الأوسط المصرية كان قد نفى سيناريو التوريث قائلا: "مصر بلد جمهوري.. لا يوجد توريث للسلطة في مصر.. لقد حدث هذا في دولة معينة لكن لن يحدث في مصر". والمقصود بالدولة المعينة هنا "سوريا" طبعا . هذا الحديث كان قبل عامين من تولي جمال رئاسة لجنة السياسات . يذكر أن جمال حصل على تأييد المؤسسة العسكرية والإعلام المصري الرسمي ، كما أن بعض قدماء حزب الوفد وعلى رأسهم ياسين سراج الدين نائب رئيس حزب الوفد السابق كانوا قد رشحوا جمال مبارك لرئاسة الجمهورية . وقادت الصحف الحكومية والخاصة حملة إعلامية رئاسية قبل أوانها تؤكد فيها أحقية نجل رئيس الجمهورية في أن يصبح رئيسًا للجمهورية.
مشروع التوريث هذا لايدعمه الجيش والحزب والإعلام الرسمي فحسب بل الشارع المصري أيضا ، وإن كان الأخير لاشعوريا. فقد قام النظام المصري خلال السنوات الأخيرة بجس نبض الشارع المصري عن طريق إثارة المخاوف والشكوك حول مستقبل مصر بعد مبارك خاصة بعد المخاطر الصحية (سواء حقيقية كانت أم مفتعلة)التي أصبحت تلاحق مبارك هنا وهناك. الأمر الذي زرع القلق والتشويش وعدم الوضوح في قلوب العامة والبسطاء المصريين (غالبية الأصوات) خاصة أن مصر لم تعرف رئيسا آخر لها منذ 1981. أضف الى ذلك أن خمسين بالمئة من المصريين البالغ عددهم ثلاثة وسبعين مليون نسمة ولدوا في عهد الرئيس المصري حسني مبارك الذي يحكم مصر منذ اكثر من خمسة وعشرين عاما. أضف الى ذلك الطبقة البرجوازية والثرية المكونة من رجال الأعمال التي تدعم بقاء الحكم في عائلة الرئيس خاصة بعد تراكم أرباحها وتزايد راسمالها في فترة مبارك والتي تقلق بمستقبلها في مصر مابعد مبارك.
وقد نجح مبارك بذلك في التشكيك لامحالة في قدرة الإصلاحيين على تولي الحكم في مصر بعده سواء كانوا من التيارات اليسارية أو القومية أو الإسلاميين حيث قام طوال فترة حكمه بربط مفهوم السلطة بالشخص الوحيد(الحزب الوحيد) وتغييب المؤسسات التي يمكنها خلق آليات نقل السلط.
سيناريو الجيش:
لعبت المؤسسة العسكرية طوال العقود الماضية دورا رئيسيا بل فاصلا في حكم مصر. كانت البداية مع تولي الجيش السلطة في مصر عام 1952 بعد إنتهاء الملكية و منذ هذا الوقت لم يتولى قيادة مصر سوى عسكريين. إلا ان الرئيس انور السادات إنتهج سياسة إبعاد الجيش عن السياسة بينما استمر مبارك في نهج السادات ضاربا عصفورين بحجر واحد ، من جهة الجيش ( الذي أهله لمنصب السلطة) والإخوان (الذين اتهمهم سابقا بمقتل السادات) . حيث برع مبارك وجهاز مخابراته في التأكيد على ضرورة إبعاد الجيش عن السلطة بعد ان ظهر"إسلاميون" في الجيش المصري. وفي الوقت ذاته استعمل قانون الطوارئ (الذي عوضه لاحقا بقانون مكافحة الإرهاب لاحقا) في مشروع الفصل بين السلطة والجيش إضافة الى استعماله في محاربة الإسلاميين والإصلاحيين المدنيين. ذلك القانون الذي خول وزارة الداخلية والمخابرات المصرية صلاحيات غير محدودة في الإعتقال والحبس دون الإضطرار الى اللجوء الى القضاء.
وقد أعرب العسكريون المتقاعدون غضبهم ورفضهم (الذين ساعدوا مبارك على التحكم بمقاليد الحكم) لتوريث السلطة حيث يقول أمين هويدي وزير الدفاع الأسبق ان توريث السلطة من الأب للإبن ستكون غلطة مبارك الكبرى التي ستستمر الى الأبد.
في نفس الوقت، وبعد أن اوكل مبارك الصلاحيات الكبرى لوزارة داخليته، قام مبارك بتعديلات معاشية داخل المؤسسة العسكرية ترمي الى كسب الجيل الجديد من الضباط كتعديل قانون التقاعد مما أكسبه شعبية كبيرة لدى العسكر الجدد . واعترف المشير حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بأن دور القوات المسلحة يكمن في "حماية الشرعية الدستورية، وتحقيق الاستقرار الداخلي، إلى جانب مساهمتها الفعالة في خطة التنمية الشاملة للدولة في شتى المجالات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لجميع أفراد القوات المسلحة" . ذلك التصريح الذي لايدع مجالا للشك بأن الجيش قد تخلى عن وظيفته السابقة في تحديد من يرأس مصر ، ليعطي الضوء الأخضر لرئيس "مدني" ذو جذور عسكرية. الرسالة العسكرية واضحة ، فعهد المؤسسة العسكرية في مصر قد انتهى شكليا إلا إذا اضطرت المؤسسة العسكرية الى حماية مصالحها ضمنيا تحت ذريعة الحفاظ على البلاد من "الفوضى" ، فقد يتدخل الجيش لإعادة ترتيب الأوراق الرئاسية في حال تفوق الإسلاميين على الحزب الحاكم في الحصول على مراكز القرار كما حدث بالجزائر في 1991 حين حصلت جبهة الإنقاذ على 188 مقعداً من أصل 228 في المرحلة الأولى من الإنتخابات التشريعية، بينما لم يحصل الحزب الحاكم إلا على 16 مقعداً فقط. وهو سيناريو جد محتمل بالنظر الى فشل سلسلة الإعتقالات، التي طالت صفوف حركة الإخوان منذ نشأتها حتى اليوم ، في شل حركتها السياسية واستقطابها للشارع المصري.
سيناريو الإخوان:
لم تستطع الداخلية المصرية كبح جماح حركة الإخوان المسلمين التي وضع أسسها حسن البنا فلم يجدي حلها في 8 ديسمبر 1948 بعد سبعة أشهر من الإعلان الرسمي عن قيام دولة اسرائيل في 14 مايو . ولم تكتفي الداخلية بحل الجماعة بل عمدت الى اغتيال قائدها حسن البنا في فبراير 12 من سنة 1949. لكن الداخلية المصرية لم تنجح بذلك في شل حركتها بل تزايدت شعبيتها رغم المضايقات والمتابعات القضائية والحكومية التي تلاحقها هنا وهناك. لقد نجحت الجماعة على المستوى الإجتماعي حيث دعت الى الإصلاحات في المجالات الصحية والتعليمية والأخلاقية وإعانة الطبقات المعوزة والفقيرة عن طريق الجمعيات الخيرية وإنشاء المستوصفات الخيرية . الأمر الذي ساعدها سياسيا في الحصول على مقاعد برلمانية ، ونجح نواب الإخوان في خوض معارك ساخنة ضد الأحزاب الحكومية . إلا أن جماعة الإخوان المسلمين بدخولها في المعترك السياسي فقدت بعضا من شرعيتها كبديل لمبارك بل اتهمها البعض بكونها الوجه الثاني للحكومة لأن منهجها عرف تغييرا جذريا منذ نشأتها . فقد بنت منهجها السياسي الجديد على ثلاثة محاور :
أولاً- محور النهضة: وفيه الرؤية عن الحريات، وحقوق الإنسان، وحقوق المواطنة، والقِيَم، والثقافة، وبناء الإنسان، والإعلام، والشباب، والمرأة، والطفولة.
ثانيًا- محور التنمية: ويشمل الرؤية في الزراعة، والصناعة، والتنمية العمرانية، والتعليم، والبحث العلمي، والصحة، والبيئة.
ثالثًا- محور الإصلاح: ويشمل رؤيةًَ للإصلاح السياسي، وفيه السياسة الداخلية والخارجية، والمجتمع المدني، والأمن القومي، والحكم المحلي، ويضمن الرؤية للإصلاح الاقتصادي، وفيه الحديث عن البطالة، وعجز الموازنة، والدين الداخلي والخارجي، والتضخم، ويضمن الرؤية للإصلاح الاجتماعي، وفيه شيوع القيم الأخلاقية، وخدمات الضمان الاجتماعي، والحقوق التأمينية والتقاعدية، والتأمين الصحي.
وفي الوقت ذاته رضخت للعبة السياسية التي تتنافى مبدئيا مع أخلاقيات مرجعيتها الدينية المعتمدة على بدائل الصراحة والصدق والحق . لقد قنعت الجماعة بالقول دون الفعل كونها رضيت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن طريق المشاركة السياسية دون اللجوء الى القوة لتي لابد منها لتغيير الأنظمة الدكتاتورية لأن دور الأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني يبقى نهجا فاشلا في أوطان ذات هياكل ومؤسسات مبنية على البيروقراطية والتعسف والفساد خدمة للمؤسسة الوحيدة الحاكمة.
خلاصة القول
إن مستقبل مصر بيد عفريت (كما يقول المصريون) . السؤال المطروح من بيده القنديل؟ لاشك أن الأمر لايتعلق بمصر وحدها لأن مستقبل إسرائيل مرتبط بمصر وحاكمها الجديد الذي لابد أن يمر من كاشف الكذب الأمريكي . إن قيام دولة ديموقراطية في مصر يعد خطرا لن تسمح بوجوده الحكومات العربية جميعها قبل قوى العالم وعلى رأسهم أمريكا. تبقى إرادة الشعب المصري ووعيه وحدهما القادران على إحداث انفصام تاريخي في شخصية القائد العربي القبلية.
ويبقى السؤال المطروح : هل يحكم منطق الخبز مرة أخرى مصر ؟ أم أن الشعب المصري قد استفاد من تجربة حماس وفهم أن الجوع هو ثمن الحرية؟