للشاعر الكبير : مظفر النواب
هذي الأرض تسمى بنت الصبح
نساها العرب الرحل عند المتوسط
تجمع أزهار الرمان
وساروا باديتين
ولما انتبهوا وجدوا كل سقوط العالم فيها
قالوا مرثية
أيهم الميت أن القبر يزخرف
أم تكترث الشاة لشكل السكين
نشاز مكتمل هذا
ثدي في الأرض
إلى جانب كفين صغيرين كأوراق الكرمة
طفل يكبر بين الجثث المحروقة
قولوا يا عرب الردة مرثية
أيهم الميت أن القبر يزخرف
أم تكترث الماعز للحقل إذا حضر الذبح
ماذا يطبخ تجار الشام على نار جهنم
إن الطاعون قريب
أول ما يظهر نجم مثقوب
قلق ..... يرسل أضواء مهلكة
وتضيء محاجر جمجمة
تلعب فيها الريح بتل الزعتر
إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة
تبحث عن وطن
منذ قليل سقطت عاصمة الفقراء
صنوج العنة قد ضربت حتى البيت الأبيض
خصيان العرب الحكام إرتجفت شرفاً
أبناء الكلب هنا
صرخ الكرش الأشقر ... أردى طفلا
سحب البزازة دامية من فمه وازدان بها
أبناء الكلب هنا ... يعني بالضبط هنا
جمد الأطفال
وقد ذهب البؤس بكل ملامحهم
وقف الله مع الأطفال الوسخين
فعاصمة الفقراء لقد سقطت
حاول طفل أن يسـتـر جثة جـدته
فمن المخجل أن تعرض أفخاذ الجدة
أردوه على فخـذيها
لا بأس بني فذاك غطاء
هل تلد المرأة في الخيمة إلا جيشاً ؟ أولاد الوسخة
أولاد فلسطين... سوف تعودون الى أرض فلسطين ولكن جثثا
نظر الأطفال إلى الوطن العربي
خصيان العرب الحكام إرتجفت شرفاً
صرح نفط ابن الكعبة أن يعقد مؤتمرا
لسنا في زمن التفكير
سيأتي ذلك.. يأتي ذلك... يأتي ذلك
والجوكر في اللعبة أضحى معروفا
بلاع الموسي كذلك
كيف يغيب النخر عليكم ؟
يا أهل الفطنة بالنخر لقد سقطت عاصمة الفقراء
وقيل قديما مأرب بالجرذ لقد سقطت
نسقا والنسوة يرفعن أياديهن ويمشين فرادى
والحامل تكشف بيت أنوثتها
طرحوا الحامل أرضا
سحبوا رحماً يتكون فيها في الليل فدائي
أسمعتم عرب الصمت
أسمعتم عرب اللعنة
لقد وصل الحقد إلى الأرحام
أسمعتم عرب اللعنة
إن فلسطين تزال من الرحم
دعاة الدين الأمريكي بمكة
والسوق عليها في الأوج
مزاد علني يا أشراف
ثلاثون قتيلا في الساعة يا اشراف
ثمانون على تجار الشام
ثمانية وثمانون على تعطيل الدستور كويتيا
تسعون على ملك النفط
التفتوا أولاد الوسخة من أبطأ لفته الصلية
صمت... صمت... صمت
ما هذا الصمت يسمى في اللغة العربية
أنهار البهجة
غارت في الليل سريعا
رفست الجسد الواحد للأطفال
تراب العالم أعلن عن وحشته
لم يكف الحقد
سمعنا الصلية ثانية
نال الله من الأرض
وأمعاء الأطفال على كفيه الضارعتين
بكى في الليل بكاء خشنا وتوسل بالناس
يعودون إلى تل الزعتر
فالله كذلك من عاصمة الفقراء
وهؤلاء الجيران تعودهم
وتعود أن تنشر بين الخيمة والخيمة في الصبح ملابسهم
كان يلم ملابسهم أحيانا
لا تقتربوا ... لا تقتربوا
لحم الأطفال سيلعب والغميضة شاملة
هذي اللعبة لا يقطعها أحد أبدا
خصيان الردة قد كبرت
أسمعتم... أسمعتم
أسمع صوت الشعب الغاضب في لحمي
لا تقتربوا... لا تقتربوا... لا تقتربوا
ماذا ثمن الطفل الواحد
ماذا ثمن الغمازة
ماذا ثمن العينين الضاحكتين صباحاً
ماذا ثمن الحمل الطيب في زاوية الخيمة
والردات على الأبواب
ماذا ثمن الشفتين مناغاةً وحليبا
كلا... كلا... كلا
لا تقتربوا
لحم الأطفال سيلعب والغميضة شاملة
للقاتل شيء آخر غير القتل
كم القتل قليل في هذا الموضع
عشرون على لحية قابوس
مزاد علني
سبعون على أسد العلم الإيراني
مزاد علني يا سادة....هيا
تسعون على مؤتمر القمة
أوراق التوت لقد سقطت
نزل الأشراف من القمة بالعورات علانية
بينهم الصامت بالله يغطي عورته
أكثرهم خجلا كان المأموث
جماهير الصمت تغض الأنظار ... هذا خجل
لا تقتربوا أكثر من ذلك
فالمذبحة الآن مشوهة
جثث الأطفال بلا فرح
وأميز رائحة الرضع
والخرز الأخضر يورق في اللحم المحروق
أكانوا قبل قليل حقا أطفالاً
لا تدعوا أي صغير يذهب من هذا الدرب
سيبتسم اللحم المحروق له
إن كنيسة شربل تحرق أطفالا
هذا اللحم يفوح دخانا ورديا
يصبغ خد الدين بحمرته... ابتعدوا
ابتعدوا...
ابتعدوا...
ابتعدوا خطوات أخرى
خلوا الأضواء وخلوا تل الزعتر يعتاد الظلمة
لم يحن الوقت
عاصمة الفقراء لقد سقطت
لن أبكي أبدا من قاتل
لن أبكي إطلاقا
أبكي من يبحث في القمة عن دولته
نزل الشرفاء من القمة
آثار سحاق في جبهتهم
أكثرهم خجلا كان المأموث
رأيتم أحدا يحمل قرناً منقرضاً
ألقوا القبض عليه
فذاك ملك القوادين جميعا
غاص بوحل الردة إلا رأس القرن فظلت بارزة
وسخ كل الظلفيات الوطنية
وحلها جعل الردة شاملة... وحد أعلام الردة
أصحاب الأظلاف اجتروا فالظلمة قاسية
هذا ليل عربي ...
والمذبحة انطفأت توقيتا قبل القمة
أتهم المأموث النجدي وتابعه
ديوث الشام وهدهده
قاضي بغداد بخصيته
ملك السفلس
حسون الثا ني
جرذ الأوساخ المتضخم في السودان
والقاعد تحت الجذر التكعيبي على رمل دبي
مشتملا بعباءته
وكذاك المعوج بتونس من ساقيه إلى الرقبة
أستثني.. أستثني المسكين برأس الخيمة
كان خلال الأزمة يحلم
والشفة السفلى هابطة كبعير
والأنف كما الهودج فوق الهضبة
الخميس، يناير 15
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق