من المثير للإستغراب أن الإعلام العربي انزلق في مطبات الإعلام الغربي بتناول موضوع قضية المرأة السعودية في ستارباكس مركزا على الجانب الأخلاقي . وركز على جانب الإثارة الصحفية بدلا من قراءة الواقعة بالشكل الشامل والكامل. طبعا الإعلام الغربي ينتظر كل فرصة سانحة للطعن في مبادئ وقيم شعب عربي أو آخر وليس هنالك أفضل من موضوع المرأة ل"فضح" نظرة الإسلام والعرب للمرأة عموما –كما يدعون. نتفهم موقف الإعلام الغربي الجاهل بتقاليد وتاريخ العرب والمسلمين ، لأنه إعلام آت من ثقافة "الفاست فود" تربت على قراءة الظاهر وإضمار الباطن والتهجي السريع . الحقيقة ذو شقين منها مايظهر للعين المجردة المحكومة بالرغبة (التي وراءها الإثارة والطعن ) أما الجانب الآخر من الحقيقة فهو الباطني والجوهري المحكوم بالمعرفة والعقل ( التي وراءها الموضوعية والنظرة الشاملة).
لا أريد الخوض في حديث فلسفي حول الحقيقة فلا أدعي أنني متمكن في الموضوع أكثر من الفارابي ، ولعل كتب ابن رشد كافية لتدل أي شخص يريد أن يهتدي لمفهوم الحقيقة . لكن صحافتنا العربية ،التي تقتدي بمنهاج الغرب في نشر الغسيل أمام الملأ، تناست جوهر القضية . فالقضية الحقيقية هي ليس جلوس المرأة مع شخص غريب في مقهى عمومي بدعوى الأعمال التجارية ، ولا تتعلق بتعامل شرطة "المطاوعة" مع المرأة وحجزها وتفتيشها . الأمر أكبر من ذلك كله. كلنا نعلم موقف شركة ستارباكس من القضية الفلسطينية والدعم الذي تقدمه للحركة الصهيونية كل سنة ، وكلنا نعلم مدراء الشركة العالمية والطاقم الإداري الذي يقف خلفها من المتصهينين. القضية التي يجب على الإعلام العربي والمسلم تناولها: لماذا تسمح السعودية لشركة ستارباكس بالتواجد داخل أراضيها في الوقت الذي يدعي فيه "الملك" السعودي (الذي يدعي خدمة القضايا العربية والإسلام والمسلمين ) وحكومته(إذا كان ممكن تسميتها بحكومة) ووزراؤه (الذين يقضون ساعات أمام المرآة توضيبا لعقالهم وشواربهم بدل حل مشاكل الفقر والأمية لأزيد من 60% من الشعب).
لعل أكبر مستفيد من الموضوع والمقالات المنتشرة هنا وهناك حول حقوق المرأة السعودية هو ستارباكس. يالها من خدمة إعلانية رائعة قدمها الإعلام العربي لستارباركس الداعمة للحركة الصهيونية. أتقدم بالشكر نيابة عن ستارباكس لغباء وبلادة الإعلام العربي ولصحافة نشر الغسيل.
اشرب واستمتع أيها المتلقي العربي! لقد كانت فعلا قهوة ذات نكهة يهودية ممتازة!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق