مدونة عرب كولورادو- القاهرة- توجت السلطات المصرية اعتقالاتها لحرية الصحافة والفكر بإعتقال الصحفية والمنتجة للبرامج الوثائقية لفائدة قناة الجزيرة السيدة هويدة طه. جاء الإعتقال في إطار تصويرها لبرنامج وثائقي يكشف الحالة المزرية التي يعيش فيها أغلب المجتمع المصري في الأحياء الفقيرة بينما تنعم القلة القليلة بالرفاهية والبذخ المترف.
الأمر ليس غريبا في دولة يحكمها حسني مبارك حيث اتسمت ولازالت تتسم فترة حكمه بالقهر والإستبداد واعتقال الصحفيين سواء تطرقوا الى المشاكل الاجتماعية أوالسياسية أو الإقتصادية التي عانت ولازالت تعاني منها أرض الكنانة منذ النكبة. لقد مر على تولي حسني مبارك كرسي الرئاسة أزيد من ثلاثة عقود منذ توليه السلطة في أكتوبر 1981، وكأن رحم مصر لم تلد رجلا قادرا على حكم البلاد ديموقراطيا طوال هاته الفترة.
وقبل ثلاثة أشهر فقط، اعتقلت الشرطة المصرية بأمر من حكومتها رئيس تحرير أكبر الصحف المعارضة حين قام بتحرير موضوع حول صحة حسني مبارك البالغ 79 سنة .
تم اعتقال الصحفية هويدة التابعة لقناة الجزيرة لمدة 15 ساعة تحت ذريعة أنها لم تحصل على ترخيص حكومي بالتصوير، الشيء الذي نفته الصحفية تماما. تم اطلاق سراحها يوم الثلاثاء بعد أن احتفظت الشرطة بالشريط الذي يفضح الحالة المزدرية التي تعيشها أحياء مصر الفقيرة. وذكرت هويدة أنها في شريطها الوثائقي تحدثت مع أشخاص عاديين من الطبقة العامة المصرية لكنها قلقة حول مصيرهم . في الوقت ذاته، أعلن مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة أن القناة ستستمر في العمل على إنتاج هذا البرنامج الوثائقي المعنون " في الظل" وقال إن الجزيرة لَنْ تُغيّرَ أسلوبَها أَو مستوى تَقديم تقاريرها طالما أن ذلك يتم بشكل محترف لاينحاز الى الحكومةِ أَو المعارضةِ . وذكر أيضا أن هدفَ الجزيرة هو تصوير حياةِ الناسِ العامة في مصر والعالم العربي أجمع.
يعتبر هذا التوقيف الثاني من نوعه للصحفية الجريئة هويدة طه حيث تم اعتقالها في يناير/كانون الثاني الماضي أثناء إعدادها لبرنامج وثائقي لفائدة تلفزيون العربية حول أصناف التعذيب التي يلقاها السجناء المصريون. وتم اعتقالها حينذاك بتهمة اصطناع مشاهد التعذيب . استأنفت هويدة قرار المحكمة القاضي بحبسها لمدة ستة أشهر وغرامة قدرها 5000 دولار أمريكي . ولازالت تنتظر نتيجة الإستئناف .
الحكومة المصرية بقيادة حسني مبارك لم تكتف بالتطاول على سيادة العدل والقانون والإنتخابات النزيهة بل تجاوزت ذلك الى التطاول على حرية التعبير والفكر. يبقى السؤال المطروح : إذا اعتبر البعض صدام حسين دكتاتورا (مستبدا) فماهو موقع مبارك وأمثاله في خريطة الديموقراطية التي يدعو إليها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ؟ وهل فعلا يسعى الغرب الى شرق أوسط ديموقراطي جديد ؟ أم أن الديكتاتوريات العربية حلال في الشريعة الدولية مادامت تخدم مصالح القوى الكبرى؟ ولماذا تدفع الشعوب العربية ثمن هذه المقايضات بين العرب والغرب ؟ وأهم سؤال: إلى متى تستمر المعاناة العربية والسكوت الشعبي ؟ ألا تستحق الشعوب العربية ،بسبب جبنها على الرغم من قلة حيلتها، مايحصل لها من إخناع وإركاع وعبودية!!!
ولمن يرغب في دعم هالة هويدا معنويا، اليكم بريدها الإلكتروني: howayda5@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق