بقلم: ابراهيم المبيضين
الأخ فؤاد ..
تحية واحتراما ومودة .. وكثيرا من النهيق الشجي،
قرأت بشغف مقالك عن الحمير .. ولما وجدت انك ضالع بامور الحمير واحوالها ، فقد صار لا بد من احاطتكم علما بما يلي :
في العام 1930 تأسست في مصر جمعية حملت اسم " جمعية الحمير " وكان من اعضائها طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ويوسف وهبي وكان الحمار الاكبر فيها هو الاستاذ زكي طليمات .. رحمهم الله جميعا ..
وفي التسعينيات تأسست في الاردن جمعية حملت نفس الاسم " جمعية الحمير " كان حمارها الاكبر ومؤسسها وواضع دستورها ونظامها الداخلي المرحوم ابراهيم ابو ناب .. وكنت احد اعضائها بدرجة : حمار .. علما بأن اصناف العضوية ودرجاتها كانت تضم : الجحش ، والحمار ، والحمار الكبير ، ثم تلك المرتبة المبجلة والوقورة : الحمار الاكبر ..
وللعلم فقد كنا نحاول ضم عدد من الذين نرى فيهم ما يتوافق مع المبادىء والصفات الحمارية العالية ، وكنت ابان ذلك اضع عيوني على زميلكم الاستاذ محمد صيام لضمه الى الجمعية .. غير انه سافر الى امريكا قبل ان احظى بتعميده حمارا اصيلا من الحمير التي يشار اليها بالبنان ..
ولو علمت يا عزيزي فؤاد عن مبادئنا في تلك الجمعية ، لسارعت بالانضمام اليها ، ولربما كنا قبلنا بك حمارا عزيزا مبجلا .. لانها كانت ـ اي المبادىء ـ تشتمل على كل ما تبحث عنه عبثا ولا تجده الا قليلا لدى البشر من صبر وعزم واخلاقيات عالية ومصداقية ونظافة يد ولسان وفلس ضارب اطنابه بلا اية محاولة منا لتغيير واقعه عبر بيع النفس في سوق الكتابة والصحافة ..
عزيزي فؤاد ..
الحمير يا سيدي لها اسرارها ولها صفاتها التي يعجز كثير من الناس عن التطاول اليها .. ودعك من ترهات هؤلاء المتنطعين .. فهم اقرب الى الخرفان او البقر والذئاب .. اجلكم الله .. اما نحن الحمير الاسوياء فلنا اخلاقياتنا ومبادئنا ولنا ايضا الصبر والطفر والحرية الكاملة التي لا تليق بالخرفان والبقر .. وقاك الله رخامتهم ، ولا تليق بالذئاب وقاك الله شرهم .. واسلم لاخيك الحمار العريق : ابراهيم المبيضين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق