بقلم:فؤاد وجاني
لابد أن لغياب العلماء وبروز الجهال في زماننا أثر سلبي في نفوس الأمريكيين البسطاء الذين يلقفون معارفهم من قنوات الإعلام "المحايدة" كقناتي فوكس وسي إن إن . واقع الأمر أن اللدغ الإعلامي أحيانا لاينفث السم في العقول أحيانا بل على العكس يطور لديها حاسة الفضول ويلقحها بلقاح مناعة البحث والإستقصاء عن الخبر من مصدره . قد يكتب روبرت سبنسر كتبا ضد تشريعات الإسلام وأحكامه ورسوله لكنها لن تغير من أمر الواقع ذرة واحدة والمتمثل في التنامي الواضح والجلي لأتباع الدين الإسلامي عبر العالم كل يوم. بل إن كتبه ومواقعه الإلكترونية تبين بجلاء لاغبار فيه جهله الكبير ، ولست مستغربا بالنظر الى تعليمه الأكاديمي، بتاريخ نشأة الإسلام وسيرة نبيه. والأحرى بأولئك الذين يدعون الإستشراق وتفقههم في أمور الشرق أن يتعلموا قراءة النظريات والتشريعات من اليمين الى اليسار قبل أن يروها بعين واحدة عوراء من اليسار الى اليمين. بل أن يستمدوا معرفتهم من الأصول وأن يدرسوا اللغة العربية وفقهها قبل الحكم على كتاب سماوي أو نبي. أمثال روبرت سبنسر يدعون الى الإرهاب عن طريق إفشاء الحقد الديني عوض التسامح بين الأديان والتقارب بينها. ولايقومون بفعلتهم الدنيئة مجانا دون وازع أو محصلة بل إن الشهرة هدفهم الأسمى ، فموضة اليوم "قم بقذف الإسلام، تصبح مشهورا". الملاحظ أن هذا النهج المنحط في التعامل مع الفكر الإسلامي، ازداد بعد فرض قانون حظر معاداة السامية. كلنا يتذكر قانون شجب معاداة السامية وإعتبارها جريمة يعاقب عليها القانون الأمريكي داخل الوطن وخارجه بمتابعة مرتكبيها قضائيا. ذلك القانون الذي وقع عليه بوش بفلوريدا، حيث تتمركز الأقلية اليهود بكثرة، سنة 2004 قائلا: "هذه الأمة سوف تراقب باستمرار، سوف نعمل على أن لاتجد نزوات معاداة السامية مكانا لها في العالم الحديث"، وحين ربط مفهوم الحرية بوقف معاداة السامية في قوله : " الدفاع عن الحرية يعني أيضا تعطيل الشر عن معاداة السامية". لماذا لايسن تشريع أو قانون بعدم المساس بحرمات الإسلام والمسلمين يحظر على أمثال سبنسر التعرض لشخص الرسول وديانة الإسلام بالتلفيق والبهتان. قانون "منع معاداة الإسلام" قد يشكل سابقة دبلوماسية لامثيل لها في تاريخ سياسية الخارجية الأمريكية، قد يكسبها الكثير من الأصدقاء في العالم الإسلامي ويجنبها الكثير من الويلات. ومن الحكمة ترجيح العقل بدل القوة المفتعلة. فالأحرى بدولة تنوي الإستمرار في قيادة العالم أن تعقل لسان مفكريها الجاهلين بخبايا الأمور وظواهرها. وأختم مقالتي هاته بالبيت العربي المعجز عن تفصيل الكلام في هذا المقام : ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
هناك تعليق واحد:
Robert Spencer has spent his life maligning Muslims, Islam and everything Islamic. Speaking of terrorirsm, himself is a danger to peace
إرسال تعليق