السبت، ديسمبر 5
الأحد، سبتمبر 20
بافلو بيل وبن لادن
في يوم الحادي عشر من سبتمر من السنة التاسعة بعد الألف الثانية بعد الميلاد ، قادتني يداي قيادة فطرية نحو صعود الجبال . أحيانا قد تضيق بك حمى العيش وسط الزحام فما أن تجد فسحة من الوقت حتى تأخذ خفيك في يديك وتهرب الى أقرب خلوة لتنعم بأحلى سلوة . الأمر ليس صعبا في كولورادو ، في لاية تكاد تملأها الطبيعة في جزئها الغربي جبلا تلو الجبل ، فسبحان من رفع السماء بلا عمد ونصب الجبال بلاوتد . وليس هنالك أكثر من الجبال سكنا وأجلها خشوعا ، فهي توحي بالعظمة لمتسلقها ، وتزرع فيه روح التحدي، فتبدوالحياة سهلا في أعين ناظرها ، ويغدو العيش لهوا في قلب متأملها .
الهواء هنا حيث تكاد يداك تلمس السحب البيضاء لاتوصف نقاوته ، والسهول هناك حيث المدن والبنايات و العمران الإنساني تبدو صغيرة مضمحلة لايُذكر أثرها، كل شيء يبدو متواضعا من أعلى الجبال ، حتى الجسد الذي يتسلقه يخشع ويرجع الى إنسانيته . الوقت النابض نحو الموت يتوقف هنا، والحياة تدرك أسمى معانيها هنا ، الجمال وحده ينطق في صمت هنا ، وتتهاوى الكلمات عن وصف قمة اللحظة ، الصورة وحدها تغذي الإحساس لتبقى مسجلة في الذكرى .
وصلت الى القمة لأتذكر بعدها أنني في طريقي الى مرقد بافالو بيل أحد رعاة البقر المشهورين في الغرب الأمريكي . فتذكرت أن اليوم كان الحادي عشر من سبتمبر ، وتذكرت بن لادن ، فكلاهما بالآخر مقرون، ولمحت غزلانا على جنبات الطريق الجبلي المتصاعد ، وثعلبا واقفا متجمدا في مكانه وقد جلس في طمأنينة وأحاط رجليه الأماميتين بذيله وكأنه فخور بنفسه ، و القادمون للتبرك بكعبة بافالو بيل يأخذون صورا تذكارية له .
بافالو بيل هذا هو الإسم المستعار لويليام فريديريك والذي ولد في ولاية أيوا في عام 1846 ، وامتهن حرفا متعددة ، فقد كان صيادا وسائق حنطور وجنديا خلال الحرب الأهلية ومديرا لفندق وسائقا لعربات الشحن الثقيلة قبل أن يسطع نجمه ويحفظ اسمه كل لسان . وقد لقب ب "بافالو بيل" تهنئة له على قتله ل4860 جاموس خلال مدة لم تتجاوز ثمانية عشر شهرا ليساهم في انقراضه علما أن حياة الهنود الحمر واستمرارهم كانت تعتمد على اصطياد الجاموس قبل حلول الأوروبيين .
لكن صيته ذاع في عام 1883 بعد أن أسس عرضا بفرقة سماها "بافلو بيل والغرب المتوحش" ، وكان العرض يجمع بعض الهنود الحمر ورعاة بقر حقيقيين ، وجالت الفرقة كل أنحاء أمريكا وأوروبا وبريطانيا فشغل بافالو بيل الناس وملأ الدنيا وأصبح سفيرا للصورة الأمريكية الجديدة لدى أعتاب الملوك والرؤساء والدول ، ونجح في تحويل الصورة الأمريكية من رعاة بقر متعجرفين الى أناس راقيين ذوي ذوق رفيع وخاطر وسيع .
العرض المسرحي الذي يمثل الإنسان الأبيض والهندي الأحمر في مشهد تمثيلي واحد ،بعد قرون من الإبادة الجماعية المتواصلة لملايين الهنود الحمر ، اختزل ثقافة الهنود الأحمر في قطيع البقر الوحشي ، وربط وجودهم بالإنسان الأبيض ، وأدغم علمهم في الحصول على مايسد الرمق ، وكأن الهندي الأحمر لم يكن يوما صاحب حضارة ولامالك أرض . ليس من باب المبالغة القول أن بافلو بيل أسس نظرة هوليود اللاحقة للهنود الأحمر على أنهم الشر والجهل ، وأن الإنسان الأبيض يمثل الخير والمعرفة.
والأعجب أن بافلو بيل بلغ بعرضه أوج العالمية بعد استقطابه سنويا لمشاركين من أركان الأرض الأربعة فقد شاركه خيالون عرب وأتراك ومغول وروس وغيرهم .
وكنت قد بحثت في المكتبات الأمريكية عن كتب تصف حقيقة عروض وسيرة بافالو بيل فلم أجد منها سوى تلكم المليئة بالمدح والتي تستر عمدا المؤامرة التي حيكت لتهميش الهنود الحمر وتصغيرهم في أعين الناس والتاريخ ، وماخفي فهو أعظم والله به أعلم. فتذكرت كتب التاريخ المحرفة في المقررات الدراسية في العالم العربي والإسلامي بين قوسين ، والعروبة والإسلام بريئان منهما براءة الذئب من دم يوسف .
اليوم بافالو بيل بطل تاريخي ورمز لحداثة الغرب الأمريكي وعنوان لإنتقاله من حياة الشظف الى ابتغاء سبل الحضارة . وسواء ذهبت الى ولاية نبراسكا أم الى أيوا أو وايومنغ أو كولورادو ستجد له متاحف بل مدنا بأكملها تحمل إسمه وتروي ملاحمه المسرحية المزيفة على حساب تاريخ الإنسان الهندي الأحمر الرافض لوجود المستعمر الأوروبي والقابع تحت الفقر المذقع في المحميات ، أما أولئك الهنود الحمر الذين قرروا الإندماج فهم ينعمون في عيش رغيد .
العنف ضد الأبرياء ليس له شرع ولامبرر ولامكان له في عالم الإنسان "المتحضر" بلغة العدل وليس العصر . لكن حيثما وُجِد ظلم فهنالك عنف ، ولايسبق العنف الظلم بل يليه وينتج عنه ، والإنسان ظلوم بطبعه مفسد بجبله سفاك للدماء ، والواقع التاريخي يقول إن فترات السلم هي الإستثناء ، والحرب هي القاعدة ، و الأقوياء وحدهم يصنعون التاريخ ، والحضارات تنتزع الحقوق انتزاعا . بهذا المنطق الإنساني الغابوي تكون أمريكا على حق في غزوها للعراق وأفغانستان ، وتكون إسرائيل على حق في إغتصابها لفلسطين قلب المسلمين ، ويكون بن لادن على حق في أحداث التاسع عشر من سبتمبر .
لكن مهلا ، من المتضرر الأكبر والخاسر الأخسر ؟ أليست هي الشعوب البريئة من ذمة أولئك وفعلة هؤلاء ؟ وماذنب عامة الناس البسطاء الذين لاناقة لهم ولاجمل من الأمريكيين والفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين والأفغانيين والهنود الحمر والعرب واليهود ؟
بافلو بيل قتل آلاف القطعان من البقر الوحشي ، والأوروبيون نحروا ملايين الهنود الحمر ، وبن لادن أسفك دماء الآلاف من الأبرياء ، والقوات الأمريكية لم تحتل العراق لتبني مستشفى أو جامعة بل خلفت الأرامل والدمار وقتلت ملايين العراقيين ، والأفغانيون يرزحون تحت الإحتلال وتحت خط الفقر ويعانون من القهر ، وإسرائيل قتلت عشرات الآلاف من اللبنانيين وأعدمت وشردت ملايين الفلسطينيين ، والحكومات العربية تقتل حريات مواطنيها كل يوم وليلة. المعادلة العصرية الوحيدة تقول إن الأقوياء يعتبرون أرواح الناس قطيعا كقطعان الجاموس يحلون دمه .
فهل تستحق الشعوب مايحدث لها لأنها نحت منحى القطيع ورضت بالخبز والماء بدل الحرية والكرامة ؟ وهل هي شعوب بريئة فعلا ؟ أليس الصامت عن الحق شيطانا أخرس وجب إعدامه ؟ فهل سيأتي على المسلمين يوم يقيمون فيه متحفا لابن لادن على شاكلة بافلو بيل ؟
أترك لكم الإجابة أيها الأحرار بين قوسين .
الأربعاء، سبتمبر 16
النص الكامل لكلمة الزميل منتظر الزيدي خلال المؤتمر الصحفي بمقر قناة البغدادية بعد الافراج عنه
الثلاثاء, 15 أيلول - سبتمبر 2009 21:01
بسم الله الرحمن الرحيم
ها انا ذا حر وما زال الوطن اسيرا…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البدء احيي و اشكر كل من وقف الى جانبي من الشرفاء في وطني و في الوطن العربي الكبير وفي العالم الاسلامي والعالم الحر.
لقد كثر الحديث عن الفعل والفاعل والبطل والبطولة والرمز والصنيع, لكنني بكل بساطة اجيب ان الذي حررني للمواجهة هو الظلم الذي وقع على شعبي، وكيف ان الاحتلال اراد اذلال وطنى بوضعه تحت جزمته وسحق فوق رؤس ابناءه من شيوخ ونساء واطفال ورجال وعلى مدى الاعوام الماضية سقط اكثر من مليون شهيد برصاص الاحتلال واكتظت البلاد بخمسة ملايين يتيم ومليون ارملة ومئات الالاف من المعاقين ونحو خمسة ملايين من المشردين داخل البلاد وخارجها .
كنا قوما يقتسم العربي مع التركماني والكردي والاشورى والصابئي والايزيدى رغيف الخبز ويصلي الشيعي مع السني في صف واحد، ويحتفل المسلم مع المسيحي في عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ورغم اننا كنا نجوع يوميا في حصار امريكا لأكثر من عشرة سنوات فإن صبرنا وصمودنا لم ينسنا الاستبداد والقمع حتى اجتاحنا الاحتلال بوهم التحرير لدى البعض ففرق بين الاخ واخيه والجار وجاره والولد وخاله وجعل بيوتنا صناديق عزاء لا تنتهى ومقابرنا صارت في الشوارع والمتنزهات، انه الطاعون انه الاحتلال الذي يفتك بنا ويدنس دور العبادة وحرومات البيوت ويغتصب الحرائر ويزج بالالاف كل يوم في سجون مرتجلة.
انا لست بطل واعترف بذلك لكنى صاحب رأي وموقف لقد اذلنى ان ارى بلادي تستباح , بلادي تحرق واهلي يقتلون , الاف الصور والمشاهد المأساوية ضلت عالقة في ذهني وهي تضغط على كل يوم مشيرة الى طريق الحق طريق المجابهة طريق رفض الباطل والزيف والخداع وكنت لا انام معها ليلاً هانئاً , عشرات بل مئات الصور والفضائح والمجازر التى يشيب لها الجنين كانت تبكيني وتجرحنى فضيحة ابو غريب مجزرة الفلوجة , النجف , حديثة مدينة الصدر, البصرة , ديالى , الموصل , تلعفر , وكل شبر من ارضنا الجريحة، كنت اجول طوال السنوات الماضية بارض محترقة وكنت اشاهد بام عيني الام الضحايا واسمع صرخات الثكالى والايتام وكان العار يلاحقني كاسم قبيح لقلة حيلتي وحين اكمل واجبهى المهني في نقل كوارث العراقيين اليومية وانا اغتسل من بقايا غبار المنازل المهدمة او من بقايا دماء الضحايا العالقة في ثيابى اعض على اسناني معاهدا ًضحايانا بالثأر لهم وقد حانت الفرصة ولم افوتها وفاءً لكل قطرة دم بريئة سقطت من الاحتلال أو من جرائه لكل صرخة ثكلى او انين جريح او حزن مختصبة او دمعة يتيم , لو علم اللائمون كم وطات الحذاء التى قذفتها منازل مهدمة بفعل الاحتلال وكم مرة اختلط بدماء الابرياء النازفة وكم مرة دخلت بيوتاً انتهكت حرمات حرائرها ولعلها كانت الرد المناسب حين تنتهك جميع المعايير.
اردت بقذفي الحذاء في وجه مجرم الحرب بوش ان اعبر عن رفضى لكذبه رفضي لاحتلاله لبلادى رفضي لقتل شعبى رفضي لنهب خيراته وتهديم بناه التحتية وتشريد ابنائه في الشتات وبعد 6 سنوات من الذل والقتل وانتهاك الحرمات وتدنيس دور العبادة ياتي القاتل متبجحا بًالنصر والديمقراطية ويريد توديع ضحاياه ويريد منا الورود، ببساطة كانت تلك وردتي للمحتل ومن اراد التواطؤ معه واستغفال التأريخ سواء بنشر الاكاذيب قبل الاحتلال او بعده , اردت الدفاع عن شرف المهنة وعن الوطنية المستضامة يوم دنست البلاد واستبيح الوطن وذهب الشرف الرفيع.
يقول البعض لماذا لم يسأل بوش سؤال يحرجه فيه في المؤتمر وانا هنا اجيبكم انتم يا معشر الصحفيين , كيف لي ان اسأل بوش وقد امرنا قبل بدء المؤتمر بان لا نطرح السؤال عليه , ممنوع اي شخص ان يسال بوش وكنا نكتفي بالتغطية فقط كخبر اما عن المهنية فان المهنية التى يتباكى عليها البعض في ظل الاحتلال ولا اظن ان صوتها يطغى على صوت الوطنية واذا تحدثت الوطنية ستجد المهنية رديفاً لها , وبهذه المناسبة اذا كنت قد اسأت بغير قصد والله العالم للاعلام والصحافة اود الاعتذار منكم لما سببته من احراج مهني للمؤسسات ولان كل ما قصدته هو التعبير بوجدان حي وضمير يقظ عن مكنونات مواطن يرى بلده يستباح كل يوم كما ان التاريخ يذكر كثير من القصص التى دنست فيها المهنية بيد ساسة امريكا سواء في محاولة اغتيال الثائر الكوبي فيديل كاسترو من خلال تفخيخ كاميرا تلفزيونية كان يحملها عملاء لل سي آي أي حينما ادعوا انهم من التليفزيون الكوبي، أو ما فعلوه في حرب احتلال العراق من تضليل الرأي العام بما يجري وامثلة كثيرة لا يسعني ان اذكرها هنا , لكن الشيء الذي اود ان الفت اليه الانتباه هو ان هذه الاجهزة المريبة اي المخابرات الأمريكية والأجهزة الاخرى التابعة لها لم تدخر جهداً في ملاحقتي كثائر متمرد على احتلالها في محاولة لقتلي او تسقيطي وهنا الفت انتباه المقربين الى مصائد المخابرات تلك للايقاع بى وقتلي بشتي الطرق جسدياً واجتماعيا ًومهنياً .
وفي الوقت الذي خرج به رئيس الوزراء العراقي في الفضائيات ليقول انه لم ينم الا بعد ان اطمئن على و انني قد وجدت فراش وفيراً وغطاء , في تلك اللحظات التى كان يتحدث بها رئيس الوزراء العراقي كنت اعذب بابشع انواع التعذيب صعق بالكهرباء ضرب بالكيبلات ضرب في القضبان الحديدة وفي الباحة الخلفية للمؤتمر الذي كان يجري وما زال يجري وانا اسمع اصوات المؤتمرين وربما كانوا يسمعون صراخ انيني وتركت في الصباح مكبلاً في مكان لا يقيني برد الشتاء القارص بعد ان اغرقوني في الماء منذ الفجر، لذلك اطلب بالاعتذار عن حجب الحقيقة عن الناس من السيد المالكي وساتحدث لاحقاً عن الاسماء التى تورطت بتعذيبي وبينهم بعض المسئولين الكبار في الدولة وفي الجيش .
لم ابلغ من فعلتى هذه دخول التاريخ او الحصول على مكسب ما وانما اردت الدفاع عن بلدى وهو امر مشروع تقره القوانين والاعراف السماوية والارضية والدولية ، اردت الذود عن بلد عريق وحضارة استبيحت واظن ان كتب التاريخ الامريكية وغير الامريكية ستذكر كيف جعل المحتلون العراق العريق يخضع لسيطرتهم ويذعن لهم و الى الاساليب الوحشية التى استخدموها بحق ابناءه متبجحين بذلك متذكرين ما كان يحدث للسكان الاصليين في امريكا الجنوبية والشمالية على يد المستعمرين، ولكنني اقول هنا لهم ولكل من حذا بحذوهم وكل من آزرهم وتباكى عليهم , هيهات فنحن شعب نموت ولا نذل.
واخيراً اقول انني مستقل وغير متنتمي الى اي حزب كما ظهر كثيرا وفي اثناء التحقيق والتعذيب انني انتمي الى جهات يمينية ويسارية ,لكنني مستقل من اي جهة سياسية كانت وساسخر ان شاء الله كل جهدى القادم في الخدمة الانسانية المدنية لشعبي وكل من هو بحاجة اليها دون الخوض بغبار السياسة وليس غمار السياسة كما اطلق البعض اشاعات عني وساعمل على رعاية الايتام والارامل وكل من تضرر بالاحتلال.
الرحمة للشهداء والشهيدات الذين سقطوا في العراق الجريح والعار لمن احتل العراق ومن ساعد فى فعلته النكراء والسلام على المعفرين في غياهب القبور وعلى المقهورين في سلاسل الاعتقال والسلام عليكم ايها الصابرون المحتسبون في بلادي الحبيبة الجريحة فان ليل الظلم وان طال فانه لن يحجب شمساً خططناها بايدينا ان تبقى شمساً للحرية.
وكلمة اخيرة اوصاني بها رفاقي وزملائي في المحنة في السجون هناك , قالوا يا منتظر اذا خرجت فاذكرنا عند ربك , انا ربي واحد سبحانه وتعالى واذكرهم عنده في كل صلاة لكن ارباب الدولة والسياسية اذكرهم بان هناك في السجون المرتجلة وغير المرتجلة مئات بل الاف الضحايا بسبب مخبر سرى بسبب وشاية وهم يقبعون في هذه الزنازين منذ سنوات ولا محاكمة ولا مراجعة لهم، فقط جلب من الشوارع ومن البيوت وزج في هذه السجون، فانا امامكم وامام الله وامامهم الان الذين ربما يستمعون لي ويشاهدوني فقد برأت ذمتي، فابرؤا ذمتكم ايها السياسيون والمسؤولين في الدولة عما يجري في السجون من ظلم بسبب تأخير القضاء العراقي.
شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله .
الخميس، سبتمبر 3
مِنَشَّةُ القذافي والذبابُ الأمريكي
في غضون أيام قليلة سيحط معمر القذافي الرحال بولاية نيوجيرسي الأمريكية وفي يديه معجزتان عظيمتان تفرد بهما عن باقي القادة والسلاطين ، ألا وهما كتاب أخضر ومنشة ذباب . وسينصب القذافي خيمته بحي إنغلوود بأرض تملكها السفارة الليبية قاذفا الرعب في قلوب سكان حي معظمهم من اليهود . حي يكاد يهلك من الغيظ ليس لأن القذافي نسي الإتيان بالناقة والجمل فحسب ، بل بسبب حادثة الإفراج الأخيرة عن المتهم الأول في إنفجار طائرة بانام فوق لوكربي من قبل السلطات الإسكتلندية .
لاشك أن الإفراج عن المقرحي قد سبب قرحا عميقا في نفوس عائلات الضحايا على الرغم من عدم ثبوت أدلة واضحة تدينه طوال فترة الإعتقال ، حيث ظلت كارثة تحطم الطائرة لغزا عصيا عجزت عن حله رغم سمو ذكائها وطول خبرتها المخابرات الأمريكية والبريطانية . فسنحت الفرصة وهيأت الظروف لإتهام ليبيا من خلال مواطنين يعملان بشركة الخطوط الجوية الليبية بمطار لوقا بمالطة ، ونُسجت خرافة أهون من بيت العنكبوت مفادها انهما قد سهلا عملية شحن حقيبة تحتوي على متفجرات ، بل وادعت بعض الجهات الغربية أن المواطنين العاملين بالمطار عنصران قد تم تجنيدهما وتأطيرهما لصالح المخابرات الليبية .
كلنا نعلم أن رائحة العرب المسافرين في كبرى المطارات الغربية تثير النفور وتوحي بالشرور لدى السلطات، وأن رؤية العرب العابرين تجذب النظرات وجلا وتوجس الأنفاس فزعا وكأنها إشارة مرور حمراء تكبح جماح الشعور بالطمأنينة في كل مكان ، فمابالك بعاملين في مطار صغير تابع لجزيرات ثلاث تطلق على نفسها دولة وتحسب لنفسها سيادة ومساحتها تكاد لاتتعدى أخمصا صغيرا في قدم الصحراء الليبية .
إن نصب الخيمة القذافية في عقر الدار الأمريكية لتعبير عن فخر واعتزاز بنجاح ساعد الدبلوماسية الليبية في لوي ذراع الغرب المحتاج للنفط الليبي حاجة الجنين للحبل السري ، فقد هرول الرئيس السويسري هانس رودلف ميرز معتذرا بشأن حادثة الاساءة التى تعرض لها ابن الرئيس الليبي هنيبال معمر القذافي وأسرته من جانب شرطة جنيف بعد أن هدد القذافي بقطع النفط عن سويسرا قبيل حلول صقيع الخريف ، و سجدت فرنسا ذليلة وتواضعت خسيسة للعملة الليبية منقذة اقتصادها من الوقوع دون قيام في ظلمات الإفلاس بفضل الصفقات العسكرية الأخيرة .
لذلك كله سيثبت القذافي أوتاده ، وسينصب خيمته ، وسيمد رجليه ، وينشنش الذباب في أمريكا ، كما فعلها في باريس من قبل ، رغم أنف الكارهين الممتعضين من وجوده . وليس من المستبعد أن تتحول الخيمة الى مزار شريف يقصده السياسيون والسواح والمقيمون والفضوليون والثوريون والعدوانيون والمتظاهرون على حد السواء .
الذباب وحده لن يكتفي بالزيارة العابرة والعيادة المارقة، بل إنه لا محالة مخيم في خيمة القذافي المعطرة بريحة البراري . لكن الذباب هذه المرة ليس فرنسيا ولاسويسريا بل أمريكي الأصل والمنبت ، فالذباب السويسري والفرنسي رقيق فَطِنٌ لايألف الطرد ولايقوى على الضرب ، بينما الأمريكي ثخين بطِنٌ لايخيفه الهش ولايفزعه النش ، فالذباب الأمريكي هو الوحيد في زماننا الذي لايرهبه حضور العربي ، بل إن الذبابة الأمريكية ترقص فرحا وتحرك جناحيها مرحا لرؤية عربي طري يحمل بين إبطيه عرقا طازجا من بلاد تحفل بمالذ وطاب من النفايات التاريخية . وهي فرصة حميمية للذباب الأمريكي الذي ينعم بالحرية الكاذبة لإحياء صلة الرحم مع إخوته من الذباب الليبي خاصة والعربي عامة الذي لا يشم رائحة الحرية صادقة كانت أم كاذبة. وإنها لفرصة أعظم للذباب الأمريكي لتغيير مذاق الأطعمة ونكهة الأشربة ، فالذباب في نهاية المطاف حشرة نهمة شرهة ، تطير وراء غريزة بطنها ، وتحلق خلف غرير جوفها سواء أكانت أمريكية أم عربية أم سويسرية أم فرنسية.
وقد تختلف عادات الذباب وتتنوع تقاليده من مكان لآخر في المنظر لكنه يبقى ذبابا في الجوهر، وقد يكون ثقيل الدم تارة خفيف الظل أخرى ، لكنه في آخر المطاف مجرد ذباب . فإذا كان الذباب الفرنسي والسويسري يتصفان بالرقة وينعتان بالأناقة ، فإن الأمريكي فظ خشن ، لبعضه طنين يشبه دوي طائرات ف 16 ويحلق بسرعة ويجيد المناورة، ولبعضه نغمات تماثل صواريخ الأرض جو وينطلق من منصات متحركة أو ثابثة . كما أن الذباب الأمريكي يصول ويجول في كل بقاع العالم ، لاتحده جغرافية الحدود ولاتعجزه اتجاهات البوصلة .
أما داخل الوطن العربي فلايوجد قانون يمنع الإعتداء على الذباب ، لذلك فإن القذافي كسائر العرب لايتورع عن قتله بمنشته. وقد يقول قائل إن القذافي بما لايدع شكا أو ريبة سيكون حذرا في تعامله مع الذباب الأمريكي ، وإلا لحقته قضايا جنائية بحق كرامة الذباب الأمريكي قد ترفعها ضده مؤسسات حماية البيئة وهيئات الدفاع عن حقوق الحيوانات والحشرات والنباتات في العيش الكريم ، بعد أن فشلوا في اتهامه بتفجير الطائرة الأمريكية .
لكن ذلك تقدير ساذج وتخمين خاطئ ، فقد أثبت العلم والدين أن الذبابة تحول الباكتيريا الى أحد جناحيها بينما تحتفظ بمضاد الباكتيريا في جوفها ، فإذا سقط الذباب في طعام أو شراب ، فإن أفضل وسيلة للتخلص من جراثيمه غمسه كليا ثم طرحه.
أما القذافي فقد أثبت اقتصاديا أن غمس الذباب في براميل نفطية لابداية لها وأنابيب غازية لانهاية لها هو أنجع وسيلة للتخلص من التبعية السياسية والدعاوي القضائية. وفي هذا الصدد ، فإن مكتب عمدة نيوجرسي لايمانع في إقامة الخيمة القذافية على أرضه وبمدينته مقابل دفع ضرائب مالية ومستحقات جبائية لفائدة خزينة البلدية والدوائر الأمنية التي ستحرس مقام الشريف القذافي .
آخر انتصارتاريخي ضد ذبابة قاده أوباما ، وقد أعذر بعد أن أنذرها ، لكنها كانت من فئة الذباب العنيد ، فصوب أوباما بسرعة بديهية فأصاب بدقة فطرية، ولم تمض سوى ثوان معدودة حتى أرديت الذبابة شهيدة فوق سجاد البيت الأبيض على مرأى ومسمع من العالم. الغريب أن أوباما بجلالة قدره وعظمة شأنه استعمل سلاحا يدويا في الفتك ، خلافا لما نعهده في الطبع الأمريكي القصير البال المعروف باستعمال أسلحة الدمار الشامل الفتاكة من المببيدات الحشرية لسرعتها في الحصول على النتائج . فأثبت بذلك أوباما أن بمقدور الأمريكيين البراعة في الوسائل التقليدية أيضا. فهل ياترى يحطم القذافي الرقم القياسي لأوباما في إبادة الذباب أم أنه ستطغى عليه شيمة الأصالة والحفاظ على التراث وسيستخدم المنشة فقط مرة أخرى ؟
كيفما كانت نتيجة السباق الذبابي ، فإن للدبلوماسية بين البلدين قاسم مشترك يكمن في إتقان فن قتل الذباب . لكن مهلا ورفقا يارفيق ، وحذار ثم حذار من مطبات الزمان ومفاجآت الهوان ، فلاتغرنك سلطة المنشة ، ولاتمدن رجليك كل المد ولاتثنها كل الثني فتقعد محاصرا محصورا . صحيح أنكم تملكون الغاز والنفط ، وصحيح أنكم قادرون على نتف أجنحة الذباب بغازكم وغمسه في نفطكم ، لكن أيام النفط قصيرة وأعماره يسيرة، فهل أتاك حديث الوقود الحيوي والطاقات المتجددة و المستمدة من الشمس والهواء والماء والكائنات الحية سواء النباتية أو الحيوانية منها ؟ . إنهم ينتظرون النفط المبتكر ويترقبون الغاز المنتظر ، وقد يعجل الله خالق الذباب بالفرج وظهور طاقات حديثة لاطاقة لإقتصاد بلدكم وبلدان الخليج بها ، حينها سيستولون على منشتكم ويكسرون نخوتكم .
حللتم أهلا ووطأتم سهلا بنيوجرسي ياقائد الثورة الليبية ياقذافي ياعظيم القوم ، ونسأل الله الذي لايحشر الحشرات يوم الحشر أن يرحمنا ويرحم الذباب ويرحمكم أيها الرفيق ، وأن يمن على منشتكم بطول العمر وكثرة الذباب ، وأن يديم عليكم ظل الخيام، وأن يطيل في حياتكم حتى ننتفع من ذخائر علمكم ونفائس فكركم من بقية أجزاء كتابكم الأخضر الأحمر منها والأسود .
الأربعاء، أغسطس 26
كرامة الرئيس أم مصالح الوطن؟
حين خُيِّر الرئيس السويسرى بين كبريائه وبين الدفاع عن مواطنيه ومصالح بلده، فإنه قبل أن يضحي بالأولى ليفوز بالثاني.
حدث ذلك حينما توجّه الرئيس هانز رودلف ميرتس إلى العاصمة الليبية يوم الخميس الماضي 20 أغسطس، لكى يقدم اعتذاره لرئيسها عن احتجاز ابن العقيد القذافي وزوجته في أحد مخافر الشرطة بجنيف في منتصف شهر يوليو عام 2008.
وكان الابن ـ هانيبال القذافي ـ قد استدعي من فندق كان يقيم فيه إلى المخفر، بناء على شكوى قدمها ضده اثنان من أفراد حاشيته، اتهماه فيها هو وزوجته بسوء المعاملة.
استغرق التحقيق مع هانيبال وزوجته يومين، ثم أطلق سراحهما بعد ذلك بعد سداد كفالة قُدّرت بنحو 300 ألف يورو، بعد تسوية الأمر خارج المحكمة. (للعلم: مجلة «فورين بوليس» اختارت هانيبال ضمن أسوأ خمسة من أبناء الرؤساء في العالم).
شرطة جنيف وسلطات التحقيق فيها تعاملت مع هانيبال وزوجته باعتبارهما شخصين وجّهت إليهما تهمة، ويجب التحقيق فيها طبقا للقانون. ولم ينتبه المحققون إلى أن «المتهم» ينتمي إلى عالم يعتبر الحكام وأسرهم كائنات فوق القانون. لذلك فإنه ما إن وصل الخبر إلى طرابلس، حتى اعتبر هذا التصرف «القانوني» عملا عدائيا ضد الجماهيرية العظمى، فقامت الدنيا ولم تقعد، وقرر العقيد أن يثأر لكرامة ابنه، فأوقفت ليبيا إمدادات النفط إلى سويسرا، وسحبت 5 ملايين يورو من ودائعها في بنوكها، وفرضت قيودا على أنشطة الشركات السويسرية وحركة الطيران بين البلدين، كما صدرت الأوامر باحتجاز اثنين من السويسريين في ليبيا بدعوى مخالفتهما لقوانين الإقامة.
وبدا كأن مصالح البلدين وعلاقاتهما باتت مرتهنة لعملية الثأر، التي لم ينقصها لكي تصبح حربا شاملة إلا أن تحرك ليبيا جيشها «ولجانها الثورية» لكي تؤدب حكومة سويسرا وشعبها.
حين راقب الرئيس هانز ميرتس المشهد، وجد أن الجمود أصاب علاقات سويسرا مع ليبيا، وأن الأضرار التي ترتبت على ذلك يجب أن توقف، فهناك مواطنان سويسريان محتجزان في طرابلس. وهناك العديد من المصالح الاقتصادية المعطلة. في الوقت ذاته لاحظ الرجل أن السلطات الليبية مستمرة في تصعيد إجراءاتها ضد بلاده، وأن السلطات في جنيف متمسكة بموقفها فيما يخص الإجراءات القانونية التي اتخذتها. ولم يكن أمامه سوى أن يتدخل بصفة شخصية لكسر الجمود وحل الإشكال، فما كان منه إلا أن تحامل على نفسه وذهب إلى طرابلس، حيث اعتذر لرئيسها، وعقد اتفاقا لتسوية الأزمة وعودة العلاقات المقطوعة بين البلدين، وقضى هذا الاتفاق بإنشاء هيئة تحكيم من ثلاث شخصيات للاطلاع على جميع الأدلة التي لدى الطرفين بخصوص الإجراءات التي اتخذت بحق الأخ هانيبال، وستتولى الهيئة تقييم تلك الإجراءات والتأكد من سلامتها وخلوها من التعسّف ضد الابن المذكور.
الإعلام الليبي اعتبر ما تم «انتصارا»، في حين أن الأوساط السياسية والإعلامية في سويسرا هاجمت الزيارة والاعتذار، الذي اعتبرته «استسلاما مهينا» لـ«راعي الإبل» الليبي،
ورد الرئيس ميرتس في مؤتمر صحافى بأن تصرفه كان الوسيلة الوحيدة لكسر الجمود في علاقات البلدين وإعادة المواطنين المحتجزين في طرابلس، وتأمين مصالح سويسرا التي أضيرت.
ما فعله العقيد القذافي ليس تصرفا استثنائيا في العالم العربي، الذي لايزال منطق القبيلة هو السائد فيه. ولا تختلف في ذلك قبيلة عن أخرى إلا في أسلوب تعاملها مع الآخرين، فقد خاصمت مصر أفريقيا بعد محاولة اغتيال الرئيس مبارك قبل عشر سنوات، واكتشفنا حين أثير موضوع توزيع مياه النيل أن ثمة مصالح حيوية أهدرت بسبب ذلك الخصام،
وأراد الرئيس السادات أن يؤدب القذافي، فأصاب علاقات البلدين بالشلل لأكثر من عشر سنوات أخرى.
وتوترت علاقة إحدى دول المغرب العربي بفرنسا، لأن شقيق الرئيس العربي اتهم بالسرقة وتهريب المخدرات،
ولدىّ قصص أخرى من هذا القبيل يصعب نشرها، لأنها تتعلق بفضائح أخلاقية وجنسية تسببت في الإضرار بمصالح عربية حيوية لا تخطر على البال.
إن السؤال الذي يخطر على بال المرء حين يتابع المشهد هو:
هل يمكن أن يتحامل رئيس عربي على نفسه لكي يفرّج كربة بعض مواطنيه أو ليحل مشكلة لبلاده، كما فعل الرئيس السويسري؟
الجمعة، أغسطس 21
اضحك مع شيخ الكوميديا الطنطاوي !
حين تشتاق نفسي الى الضحك والطرافة و تتوق روحي الى المرح والفكاهة،لا أطالع مقالات الأدباء الساخرة ولا أقرأ نكت المازحين العابرة ولا أرتاد مجالس الظرفاء العامرة فحسب ، بل غدوت أتابع بشوق عميق وميل دقيق كلام بطل الكوميديا الأزهرية النجم الطنطاوي الساطع في الصحف المكتوبة والقنوات المرئية والإذاعات المسموعة .
يبدو أن هذا الرجل القصير القامة ، الفرعوني الهامة ، العظيم المنصب ، الصعيدي المنبت ، ذي العمامة البيضاء ، والوجه المستدير، والجبين المستنير ، والبطن المنتفخة، والعينين الصينيتين ، قد تحول الى كوميدي من الطراز الرفيع، قد نستغني بفتاويه عن شرائط عادل إمام الصاخبة ونكتفي بأحاديثه عن أفلام شارلي شابلين الصامتة .
ماأتعسنا، فمواهب الطنطاوي الكوميدية ظهرت متأخرة بعد أن غمر الشيب شعر رأسه الخفيف، وتمكنت الشيخوخة من أعضاء جسمه النحيف ، ولو أنها ظهرت زمان اسماعيل ياسين لكانت الكوميديا المصرية قد شقت دربا أيسر ونحت منحى أسخر .
لكن السينما المصرية في حالها اليوم لفي أمس الحاجة الى فكاهة من مستوى طرافة كوميدي الأزهر على تقدم سنه وتأخر فنه، علها ترفع من واقعها المتردي وترجع بها الى عصرها الذهبي . فالهزل في شرع الضاحكين خير وإن تأخر، وليس في الإستهتار ضير وإن جاء على لسان عالم الأزهر . فالرجل قد اتخذ من أسلوب الطنز مذهبا ومن مشاعر الناس مطنزا حتى غدا طنازا بدرجة شيخ .
فبالأمس القريب، حين دعا ساركوزي شيوخ الأزهر وعلى رأسهم الطنطاوي للحصول على تأييدهم في قضية منع الحجاب ، طنطن الطنطاوي مشيرا الى أن "الحجاب ينطبق على المرأة في البلاد الإسلامية فقط" ، ودندن أن من حق فرنسا منع الحجاب بل كررها بالثلاث وكأن الحجاب امرأة خيف عليها النشوز فقرر تطليقها طلاقا بائنا مثلثا: "هذا حقهم ، هذا حقهم ، هذا حقهم". اهتز حينها ساركوزي فرحا ورقصت خاصرة الحكومة الفرنسية طربا على مباركة الطنطاوي للتبرج هاجرا الحجاب في المضجع الفرنسي .
وازدادت شهرة نجم الأزهر الساطع في ظلام سماء نيويورك بمؤتمر حوار الأديان حين صافح حبيب قلبه ومهجة فؤاده شيمون بيرز بكلتا يديه بل كاد يقبل وجنتيه لولا تجعدهما ، وكأنه يشكره امتنانا على حصار غزة وقتل نسائها وأطفالها ورجالها وشبابها وشيوخها .
وحين رجع الأسد الطنطاوي الى عرينه الأزهري ، زأر طانزا بانه لم يعرف شيمون بيريز بل أضاف "ولو عملت إسرائيل الحصار واحنا مالنا... لاأعرف أن هناك حصارا على غزة ، دي شغلتي أنا كمان ؟"" . حاشا لله أن يكون شغل نجم الأزهر الشاغل نصرة قضايا المسلمين ، فالمشيخة تقع في مجرة حلزونية تبعد ببلايين السنوات الضوئية عن غزة ومتسضعفي المسلمين في الكوكب الأرضي بدرب التبانة .
وعقب الرسوم المسيئة للرسول (ص) وخلال لقائه بالسفير الدنماركي بالقاهرة بيارن سورنش الذي قدم له اعتذارا عن "أي تصريح أو عمل أو تعبير يشوه صورة الأديان"، طنز شيخ الأزهر طنزة كبيرة هذه المرة مستنكرا "الإساءة إلى الأموات بصفة عامة سواء كانوا من الأنبياء أو المصلحين أو غيرهم من الذين فارقوا الحياة الدنيا". على الأقل الدنماركيون الذين أساؤوا الى الرسول (ص) كانوا يعتقدون بأنه حي في قلوب الناس إلى أن نزل عليهم طنين الطنطاوي بصاعقة لايتبعها مطر وباغتهم بحصاد لايليه لقاط ، بأن الرسول ميت كسائر الأموات !
وحين سئل عن حكم الشرع في مقاطعة المنتجات الدنماركية، حلب الكوميدي الطنطاوي ضرع البقرة الدنماركية مقاطعا السياسة والإقتصاد الإسلاميين : "أنا رجل شرعي ولست رجل اقتصاد ولارجل سياسة.....أنا مش بتاع كلو ".
أما عندما سأله مذيع قناة الجزيرة حول موقفه من أعمال الحفر بجانب المسجد الأقصى ، فجر الطنطاوي عبوة ناسفة كوميدية أخرى في عالم الجهاد الأزهري : "ماذا يحدث ؟ وهل تقوم إسرائيل بالحفر الآن؟...قولوا لهم مايحفروش ... ".
واكتفى الطنطاوي مؤخرا بالقاء السلام من بعيد على حبيب القلب بيريز في مؤتمر كازاخستان لحوار الأديان خوفا من لوم العاذلات وغدر الوشاة .
ولايمانع الشيخ المعمم لباس "المايوهات" على الشواطئ في حضور الرجال والنساء صارخا: "وهي الدولة قالت لكم روحوا ..."
مسلسل الكوميديا عند الطنطاوي لم يقتصر عند الحوادث الطارئة بل تعداه الى الفتاوي الخالدة ، فأباح المعاملات المصرفية الربوية بطلب من جهات رسمية عليا، وأجاز اجهاض المغتصبة ، أما التدخين فحرام على الفقير حلال على الغني ، ولاضرر في تحويل الرجل الى أنثى بشرط الضرورة الطبية ، وأيد توصيات مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة المنعقد ببكين الداعية الى حرية الزواج من نفس الجنس ضاربا الآيات القرآنية الصريحة والأحاديث النبوية الفصيحة عرض الحائط .
والكوميدي الطنطاوي لايرفض طلبا لعتبات حسني مبارك الشريفة ، فيصدر فتوى بإحالة أعضاء الجماعة الإسلامية الى المحكمة لعسكرية ، ولايتوانى ثانية في السجود لجنابه تحت سلم الطائرات التي تقل مخرج فتاويه حسني مبارك، ولم يطالب يوما بإلغاء حكم الطوارئ .
وحين أفتى أحد الشيوخ النزيهين القلائل بالأزهر واسمه نبوي محمد العش بتحريم التعامل مع المجلس الانتقالي في العراق ، هرع السفير الأمريكي ديفيد وولش للتمسح بصلعة الطنطاوي عله يستخرج منها فتوى صالحة ، فأيد الطنطاوي حكومة العراق المقامة خلف دبابات الناتو ، بل أصدر قرارا بعزل الشيخ العش الى منطقة نائية عله يعشش هناك .
أما خلال الحرب الأولى على العراق ، فقد أتحفت صلعة الطنطاوي بعض غترات سلاطين الخليج بجواز الإستعانة بالقوات الأجنبية ، فكانت عود الثقاب التي أحرقت العراق وأهله .
وإذا حل شهر رمضان ، أتحفنا الطنطاوي بطلعته البهية وحضرته الزكية في القنوات العربية بفوازير يستخدم فيها عمامته الأزهرية تفوق تعقيدا من فوازير هيفاء وهبي التي تستغل فيها هيافة جسدها . فتارة يقفز من على كرسي البرامج التلفزية ويحرك يديه ذات اليمين تارة وأخرى ذات الشمال ، وتارة يخبط يديه في صدره ليولول ويبلبل أحلى من فيفي عبده، ولكل عمل تلفزيوني أجره . أما إذا ألقى درسا في حضرة جناب مكنى او أمير مفذى فتعداد الحسنات بعشرات الآلاف من الدولارات ، والله لايضيع أجر المحسنين .
ختاما ، شيخ الكوميديا الطنطاوي في حالة صحية خالصة ووضعية عقلية طازجة ، ومن المتوقع أن يكون من المعمرين على خشبة مسرح الأزهر ، ولن يصاب بجلطة دموية أو صاعقة قلبية أو لوثة دماغية أو أزمة نفسية ، لأن أطباء أحوال الأمة اكتشفوا أن الرجل لاغيرة له . المرض الوحيد الذي يعاني منه شيخ الكوميديا هو الحساسية تجاه غبار الصحفيين حين ينفضون أوراقهم ويستنهضون أقلامهم ، فأوجد لهم جنابه الدواء بضرورة جلدهم .
أرجو من الله تعالى أن تلقاكم مقالتي هاته ، شيخنا الكوميدي الكريم ، فتصيبكم الحساسية المفرطة لتمن علينا من خياشيمكم المسدودة و تعطس علينا من نفحات مناخيركم المخنونة ، ودمتم عنوان فرح لهذه الأمة التعيسة وعمامة مرح في سنواتها الكبيسة، وطال ظلكم على العروش وملأ بفتواكم الكروش ، وسادت حكمتم الساخرة وفاضت موهبتكم البارعة حتى نراكم تتبوؤون الدرجات السامية والمقامات العالية مع الممثلين والممثلاث والمضحكين المضحكات في جنة هوليوود .
الجمعة، أغسطس 7
اللغة العربية مسئولية قومية
بقلم :أحمد سويلم
لسنا في حاجة إلي تأكيد قيمة اللغة وموقعها لدي الأمم في إحداث التغيير وإذكاء الروح القومية.. وتحقيق الأهداف بما تحمله من آداب وإبداعات وأفكار.. ولابد أننا علي يقين من أن ثورة23 يوليو لم تأت من فراغ ثقافي.. فعودة الروح لتوفيق الحكيم.. وكتابات طه حسين والعقاد والمازني.. وأشعار شوقي وحافظ وغير ذلك قد قامت بدور كبير في رسم خريطة التغيير الثوري.. تماما كما حدث في الثورة الفرنسية(1789) والتي قامت بعد عصر التنوير ورجاله فولتير وروسو وغيرهما.. وكما حدث مع ثورة روسيا(1917) حيث كانت نتاجا للغة وأفكار بوشكين وجوجول ودستيوفسكي وغيرهم. ومن ثم فإن اللغة هي الأداة الأولي للتواصل الاجتماعي.. والثورات في جوهرها جماعية.. وكلما استطاعت اللغة حمل الأفكار والقيم والفكر تطور معها المجتمع.. وكلما تشوهت أو تراجعت تشوه وتراجع معها المجتمع.
ويشهد واقع اليوم تراجعا خطيرا للغة الفصحي.. كاد يضعها في إطار ضيق لتعبر عن الفقه والتوحيد والعبادات فحسب.. وفي هذا هدم للركيزة الأساسية لتراثنا وهويتنا. وأحسب أن مظاهر هذا التراجع تتبدي واضحة في لافتات المحلات.. وإعلانات الشوارع وفي معظم أسماء برامج التليفزيون والإذاعة وكل هذا يخرج علينا باللغة الأجنبية بقصد ملاحقة العصر والعولمة.. ونري أن هذه الإعلانات والبرامج لا تصنع ثقافة.. بل تمثل قشور الحضارة.. وتساعد علي التواء اللسان.. وفراغ العقل.. والوجدان.. كما تتبدي هذه المظاهر كذلك في سيادة العامية ومزاحمتها للفصحي في كل مجالات حياتنا..
خاصة في وسائل الإعلام.. وفي خطب وأحاديث المسئولين.. ونكاد نوقن ان يدا خفية تبغي القضاء علي هويتنا وشخصيتنا.. تعبث ليل نهار دون ان يردعها رادع.. وتستجيب لها مؤسسات الدولة دون ان تفكر في النتائج... فتمحو في وسائل الإعلام كل ما يتصل بالثقافة.. وتشجع كل ما يمنح شبابنا فراغا وتسلية واستلابا للغته وهويته. وقد يشكو البعض من جمود الفصحي وعجزها عن حمل مضامين العصر.. وفي الحقيقة تكمن المحنة فينا نحن في كل مجالات حياتنا.. فبعضنا متعصب للفصحي تعصبا أعمي لا يقبل لها تطورا.. بل يحتضنها حتي الاختناق ـ ومن الحب ما قتل ـ ولا يكاد يسلم إلا بفصحي الاصمعي أو الحريري أو بديع الزمان.. وهذه محنة كبري.. وبعضنا الآخر أمام هذا التعصب.. ينفلت من اسار الفصحي إما الي عامية فجة تتبدي في الأغاني الهابطة والحديث اليومي.. والفضائيات التي تدخل كل بيت.. بل في بعض الصحف التي هجرت عذوبة الاسلوب أو ينفلت الي لغة اجنبية يزهو بها.. وتصدمنا في كل مناحي حياتنا.. وتلوث آذاننا وعيوننا ومشاعرنا.
وقد يتساءل البعض أمام هذه الصورة الواقعية المحيرة: هل تهبط الفصحي إلي العامية... أم نرتفع بالعامية الي الفصحي.. وربما لو صيغ السؤال هكذا كان أفضل: هل نيسر الفصحي أم نفصح العامية؟
لقد فتحت النهضة المعاصرة باب التواصل مع العالم.. فحدث ما يشبه التلاقح بين اللغات.. وهناك محاولات( معجمية) لتفصيل ذلك..
بل هناك دراسات تؤكد قدرة الفصحي وسعتها لاستيعاب كل شيء بما فيها العلوم.. لكن هذه المحاولات المخلصة ـ للأسف ـ تظل حبيسة الأدراج مع أهميتها في اقناع شبابنا بلغته الجميلة.
ويقول العلماء: إن للكلام وظيفتين: اسهام اعلامي موضوعي.. وتواصل ذات يحمل قيم الفكر والثقافة.
وكما يقال لكل مقام مقال.. فان الألفاظ بلا شك يتغير مفهومها من عصر الي آخر.. ومن مناخ لغوي الي مناخ آخر.. وليس هذا بدعا ليس له سابق.. فقد فعلت ذلك اللغات الأخري مثل الصينية والعبرية. وبقدر ما في الانجليزية.. فقد أعاد الصينيون النظر في لغتهم وأبعدوا عنها ما يسيمها بالتعقيد فتواصلوا مع العالم وصاروا أبناء دولة كبري...وأحيا اليهود لغتهم العبرية بعد زمن طويل من الهجر والإهمال وصارت اليوم لغة علي ألسنة الساسة اليهود اعتزازا بها بعد احيائها وتطورها.
أما حال لغتنا العربية اليوم.. فهي انعكاس صادق لتفكك الأمة العربية, إنها مهددة بالضياع علي أيدينا لأننا أهملنا الحفاظ عليها وتطويرها..
ومن المعروف ان اللغة العربية واجهت أخطارا وتحديات كبيرة.. ولكنها استطاعت برغم ذلك الصمود والاستمرار.. ويذكر التاريخ المعاصر ان مجلة المقتطف(1881) كانت قد طرحت فكرة كتابة العلوم بالعامية المصرية, فأثارت ضجة في الأوساط الثقافية أبدع علي أثرها حافظ ابراهيم قصيدته الشهيرة( العربية تنعي حظها بين أهلها) في عام1903 ـ ودعا عيسي اسكندر المعلوف عام1902 الي اللهجة العامية ورأي ان الفرق بين لغة الحديث ولغة الكتابة من أسباب التخلف..
وفي عام1945 دعا سلامة موسي الي كتابة العربية بحروف لاتينية.. وأصدر أحمد تيمور( معجم الألفاظ العامية ـ ومعجم الأمثال العامية) وفعل ذلك أحمد أمين... وحاول توفيق الحكيم استحداث لغة( وسطي) بين العامية والفصحي لكن هذه المحاولات وغيرها باءت بالفشل أمام صمود الفصحي وقدرتها علي استيعاب متطلبات العصر.. وصدرت القوانين والقرارات التي تحافظ عليها وتحظر كتابة اللافتات بغير العربية وتعاقب المخالفين... كان آخرها قانون(112 لسنة2008) الذي جعل مجمع اللغة العربية مسئولا عن حث دور التعليم والإعلام علي استخدام اللغة العربية.. كما عقدت المؤتمرات التي تطرح هذه القضية.. وتنفض دون جدية أو تحقيق مستوي أدني من الاهتمام.
المشهد إذن يدعو إلي الرثاء في وجود هذا التنافس الخطير بين وسائل الإعلام والإعلان في ظل العولمة العصرية ويصبح الخطر ليس ضد الفصحي فحسب وإنما هو ضد القيم والتعليم والثقافة في الهوية والتاريخ العربي.. ولن ينقذ اللغة قانون يصدر.. وإنما ينقذها ان تصبح مشروعا قوميا خالصا.. ينظر الي الهجوم عليه بأنه جزء من المؤامرة علي مقدراتنا وهويتنا.. وبغير ذلك لن تقوم للغتنا قائمة.
الثلاثاء، أغسطس 4
كيف لي ..؟
(1)
كيف لي
ان اضع اعلان شوقي لك
بلافتة كبيرة اضعها على جدران روحي
بلا خوف من ان يمزقها سلطان العقل ووخز الضمير
الذي يجلدني ..؟
(2)
كيف لي
ان اجهض طفل احلامي بك وانا حامل في شهري الاخير
من الفرح الذي زارني مرة في العمر
وارتكب خطيئته الطاهرة بالتعاطي من بعيد مع امرأة تصوفت بالالم ..؟
(3)
كيف لي
ان اتغاضى عن دعائي اليومي الصادق لك وانا اصلي
وادعو الله ان تكون اسعد من في الارض وتماديت بدعائي حد الانانية ودعوت ان يمنحك سعادة الكون دون البشر
لأدعو الله بخشوع تام واردد
(اللهم هب لي نعمة الصبر والنسيان)
(4)
كيف لي ..
ان اصفع وجه قلبي واقول له
كفى ان تنبض بحبه فهو مجرد رجل مر سهواً في تاريخي
وكيف لي
ان اقنع ذاكرتي ان تمحو صورة وجهك العذب الطفولي الغالي من ارشيفها ..؟
(5)
كيف لي
ان اتطهر من اثم حبك
بالرغم من اني بطهر ونقاء الملائكة
في وقت اضحى به الحب جريمة و في مجتمع
يذبح الحب فيه بسكين عمياء هو مايزال جنين في رحم الاحساس .. !
(6)
كيف لي
ان اقاوم رغبتي الملحة بالتحدث اليك في ليلة
يتلاعب بها الحنين على مساحات قلبي بحرية
وكيف لي
ان انتصر على الخوف من فكرة ان تكون مع امرأة سواي
وكيف لي
ان امزق جلد غيرتي المجنونة عليك
لارتدي بعدها جلد امرأة ثلجية الاحساس ..؟
(7)
كيف لي
ان استوعب صباحاً لايحمل عطر انفاسك
وكيف لي
ان احتوي مسا ءً لايحمل مع نجومه عذوبة روحك
وكيف لي
ان افرح بفجرٍ لا يستيقظ الا على براءة طفولتك..؟
(8)
كيف لي
ان اتجاوز سياج الواقع والظروف
لأكون اميرتك وحدي
وان اشتري مبررات لاهديها بمجانية لكل من يحاول معارضة حبي لك
بالرغم من (شرعيته وقانونيته)
(9 )
كيف لي
ان اتجاهل احساسي بالامومة تجاهك
اتتجاهل الام الرؤم ابنائها ..؟
وانا التي حملتك وانجبتك وحملتك وانجبتك
الى ما لا نهاية من بطن قلبي
وتعمدت في كل ولادة ان اتعسر كي تظل بداخلي اطول فترة ممكنة
(10)
كيف لي
ان اقطع مشيمة الحب بمقص الفراق ..؟
وكيف لي ان انزع روحي من روحي ..؟
وكيف لي
ان اتغابى بشدة على نفسي واكرر عبارة انا لا احبه ولا اكترث به ..؟
وكيف لي
ان اشفى من ادماني على وجودك ..؟
(11)
كيف لي
ان افرح بالمطر بعد الان ونحن لانرقص تحته سوياً
وكيف لي ان انتشي من عطر القصائد
بعدما اصبحت يتيمة من دونك ..؟
وكيف لمشاعري ان تحلف بالطلاق تجاه مشاعرك ..؟
(12)
كيف لي
ان اخرس بكاء الطفلة بي ..؟
وكيف لي ان اقمع المراهقة بداخلي ..؟
وكيف لي ان احاور المرأة المغرورة بأغوار نفسي..؟
وكيف لي ان انصت لنصائح العجوز النكدية الساكنة بجانب عقلي ..؟
وكيف لي ان اكون جادة مع تلك الانثى الحالمة الرقيقة التي تستوطنني..؟
وكيف لي ان اغلق شباك قلبي حتى لا يتلصص بفضول
على مغامراتك..؟
لأصرخ واقول
لا
انا لاافرط بمبادئي و
(كبريائي ..كبريائي ..كبريائي )
الأحد، أغسطس 2
ويسألونك عن الأنْوال ...
حَسْبُك أن تفتش في غرفة ابنك أو ابنتك أو ربما ملابسك أو ثياب زوجتك لتجد قميصا أو ترمق صورة اعتلت جدران بيتك لأحد الثوريين الغربيين من طراز تشي جيفارا أو غاندي ولربما صورة لماركس أو لينين أو شعارا لمارتن لوثر كينغ ، هذا إن حالفك الحظ وكان أهلك من الواعين المستوعبين .
أما إذا خالفك الجد وغدرك النصيب وكان أقرباؤك من الغافلين المغفلين ، فقد تكتشف صورا وعلامات يندى لها الجبين من ماجني "البوب" و"الروك" وسفهاء "الهيب هوب" ومشاهير المستهترين من "البلاي بوي" وشتى متاهات الهز وخرافات الهزج .
وقد يكاد لايخلو محفل تحضره ولايفرغ مجمع تشهده ، أيها العربي المحافظ على أصوله من الإنقراض في زمن الديناصورات الثقافية ، دون أن تلمح أشخاصا من لحمك وجلدك قد اتخذوا أسوة من كل حدب واعتبروا قدوة من كل صوب إلا من تراثنا العربي الحافل وماضينا الإسلامي الزاهر .
ولَئِنْ سألت أولئك أو استجوبت هؤلاء عن الأنوال ، لحدقت فيك العيون الجاحظة وكأنك نطقت بصنف من أصناف البطيخ أو لفظت اسما من أسماء سكان المريخ .
قل هي الأنوال ، معركة الرجال الأمازيغيين في زمن قل فيه الأنذال ، وكثرت فيه الأفعال ، وندرت فيه الأقوال . إنه زمان محمد بن عبد الكريم الخطابي ، وماأدراكم من الخطابي ، أمير المجاهدين ، أسد الريف القادم من قلعة أجدير المحصنة ، حامي الحمى ، قاهر العدى ، بطل الوغى ، راجي الردى ، سليل العلا .
هو من خيب آمال ملك اسبانيا ألفونسو الثالث عشر وقائد قواته الجنرال سلفستري اللذان توعداه جهلا بأن يهزماه ويشربا الشاي المغربي بنكهة النعناع على سفرة مائدته وبعقر داره ، فباغتهما زئير الأسد الخطابي ومن حوله من المؤمنين المجاهدين بأنفسهم وأموالهم ليذيقوا جنود الإحتلال طعم أبوالهم بدل الشاي بعد حصارهم عن مبنع الماء الزلال بمعركة الأسود الأبطال المسماة بالأنوال بثغور شرق الشمال في مدن الحسيمة والناظور وتطوان وشفشاون وجبل العروي ومليلية بالمغرب .
كم رائع أنت ياخطابي في تاريخنا ، وماأحوجنا الى أمثالك في زماننا ، فقد استبدل عرباننا زئير أسد الغاب الثائرة بمواء القطط المنزلية الهجينة . وكم خائبة هي شعوبنا ، وقد أضحت صماء بكماء عمياء ، لاتملك لنفسها زماما ولاتغضب لشرفها إلا لماما.
لن أخوض في حياة الرجل خوضا عميقا ، ولن أعد ملاحمه تعدادا وافيا ، ولن أعرض سيرته عرضا مفصلا، بل أترك تلك المهمة الطويلة المسترسلة لكتب التاريخ ، فأوراق شجر شرق المغرب تذكره ، وسطور يوميات الكرام تحفظه ، وصهوات سلالات الخيل تردده ، وأفئدة المقاومين الأحرار تعهده ، وشرفاء العالم يقلدونه ، وثوار أمريكا اللاتينية يجلونه ، وأسوار الصين العظيمة تعظمه .
يكفيك الذهاب لمنطقة الريف بالمغرب لترى بأم عينك حماسته ينقشها جبل العروي الشامخ على طبيعة ملؤها العنفوان وأصالة مبعثها الإباء . وحسبك زيارة قصيرة لمقبرة الشهداء بالقاهرة ، حيث يرقد جثمانه ، لتسمع بطبلة أذنك روايات القوميين والناصريين والإسلاميين والغيورين والأحرار عن بطولاته الإسلامية وزعاماته العربية .
تاريخ الخامس والعشرين من شوال سنة 1339هـ سيبقى تاجا على رؤوس الأحرار ووصمة عار على جبين المستعمرين الأشرار . إنه تاريخ يذكرنا في كل سنة ، رغم كثرة جحودنا وقلة معروفنا ، بخصوبة الأرض العربية الطيبة المعطاء التي لن تبخل عن مدنا بالثوريين العظماء الواقفين كأسوار قلاع محصنة أمام غزوات الإنتهازيين في كل زمان ومكان ، سواء من داخل البلاد أو خارجها ، فداء لحرية أوطاننا من أكف الإحتلال وبراثن الإستغلال .
الطريق مازال شاقا وعسيرا ، لكن العبرة في الذكرى لأن الذكرى تنفع المؤمنين بوطن حر مستقل قائم على أساس العدل بين الناس ، حدوده من البوغاز الى الفرات ، يملك زمام أموره ولايجرؤ عدو على ثغوره .
ختاما ، قبل أن تلبس قميصا عليه صورة جيفارا أو تعلق صورة لمايكل جاكسون ، تذكر أن رجال أمتنا أطهر وأحق بقميص يسترك وأجدر بجدار يأويك من أي كائن آخر .
وقبل أن تحكي روايات "هاري بوتر" المسمومة لأطفالك قبيل النوم ، تذكر قصصا شفائية من وحي التاريخ الإسلامي كحقيقة محمد بن عبد الكريم الخطابي ، تلك التي تزرع مفهوم الإرادة في نفوس الصغار وتوقد شرارة الغيرة على الوطن في أفئدة الكبار .
وقبل أن تشاهد تفاهات "ستار أكاديمي" أو تستمتع بفقاعات "من سيربح المليون"، استثمر وقتك في متابعة ملاحم آلاف الأبطال من واقع أمتنا ، أولئك الذين قدموا أنفسهم قربانا لحرية هذا الوطن الكريم ، علك تستخلص حكما وتربح عبرا تنفعك حتما في إيقاظ ضميرك وتغيير مصيرك .
الجمعة، يوليو 24
المقاومة.. ثقافة موت أم حياة ؟!
بقلم: حسن كامل الفضلي
تعيش منطقة الشرق الأوسط منذ ما يناهز الستين عاما حالة من التَيه والحيرة، فهي لا تكاد تخرج من أزمة إلا وتقع في أخرى! بل إن شعوب هذه المنطقة - المغلوب على أمرهم - صاروا يتوقون إلى العيش بسلام وسكينة في بلدانهم التي لم تذق طعم الأمن والأمان منذ أن غَلِبَتِ الرُّومُ العرب فِي بِضْعِ سِنِينَ عجاف! زرعت خلالها كيانا غاصبا في غربي بلادنا العربية - حيث الأرض المقدسة – رافعا ذيله بكل عجرفة وكبرياء! يثير القلاقل في المنطقة ويصب الزيت على النار! مطبقا بذلك نظرية (فرق تسد) حتى يتسنى له العيش طويلا في أرض فلسطين، وأنّى له ذلك!
ومنذ أن تأسس هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين، تشكلت فرق وجماعات عسكرية كثيرة كان - وما زال - هدفها الوحيد تحرير الأرض والإنسان والمقدسات من براثن هذا المحتل، وإبقاء شعلة الأمل تستعر في قلوب الأحرار في هذا العالم، من دون أن يكترثوا بصيحات الاستهجان (العالمية) التي يلاقونها صباحا ومساء استنكارا وتنديدا بمقاومتهم الفريدة والنوعية التي زلزلت كيان الدولة اللقيطة! حتى بات رموزها يجبّن كل منهم صاحبه ويحمله مسؤولية الهزيمة المذلة التي مُنوا بها على أيدي المؤمنين الصابرين في حرب تموز الأخيرة التي كانت بحق نصرا الهيا عظيما فرح به المؤمنون الأخيار وعبست له وجوه المرجفين من بعض أصحاب الأقلام!
وبعد مرور تاريخ طويل على تأسيس حركات المقاومة الإسلامية والعربية في وجه الكيان الصهيوني، ظهرت على الساحة جملة من حملات التشويه (المتعمد) التي تهدف إلى زعزعة ثقة شعوب المنطقة بهذه الحركات والتقليل من أهمية الدور المحوري الذي تلعبه في المنطقة! وكان من ضمن الأمور التي تُذاع بين الفينة والأخرى من أجل النيل من هذه المقاومة هو أن هذه الحركات تربي شبابها على ثقافة الموت وتحرمهم من الانفتاح على ثقافة الحياة المزعومة! وكأن الحياة بنظرهم صارت مجرد الخضوع لقوى الاستكبار العالمي وتنفيذ شروطها وتأدية فروض الطاعة والولاء لها من أجل الحصول على فتات الثروات التي يقتسمونها فيما بينهم! والموت هو مقارعة الظالمين والتمسك بالحرية والأمل في زوال دولة الباطل والعيش في دولة الحق والعدل حتى لو كان ثمن ذلك تهاوي رؤوسهم وقتلهم وحرقهم وصبغ الأرض بدمائهم!..
ولو راجع هؤلاء المثبطون تاريخ حركات المقاومة في العالم، لخجلوا من أنفسهم قبل أن يثيروا مثل هذه الشبهات! فالولايات المتحدة الأميركية (مثلا) لم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه الآن لولا مقاومة الشعب الأميركي للاحتلال البريطاني وقيام معارك طاحنة بين الثوار الأميركيين والقوات الملكية البريطانية، فهل يجرؤ أحد الآن أن يصف المقاومين الأميركيين بالإرهابيين وأنهم صنّاع موت وأعداء للحياة؟! وكذلك الجمهورية الفرنسية الحديثة لم تحصل على مكانتها العالمية المرموقة إلا بعد أن انتفض الشعب الفرنسي على نظامه الحاكم آنذاك وقيامه بتشكيل فرق مسلحة جعلت عاليَ القوم أسفلهم! فهل يجرؤ أحد على وصفهم أيضا بعشاق الموت؟!
والشيء بالشيء يُذكر، إذا أردنا أن نعرف من هم أعداء الحياة ومن هم المتعطشون إلى الدماء فعلينا أن ندقق فيما صنعه رجال تلك الثورات - آنفة الذكر – في أعدائهم وفي الجواسيس الذين كانوا يعملون لحساب أعدائهم من عمليات قتل وإعدام واسعة خلت من أي شفقة ورحمة! على عكس المقاومة الإسلامية التي سلمت أمر الجواسيس إلى السلطات الحاكمة ولم تمسهم بأي سوء في خطوة رائعة منها عكست مدى تحضرها وتحلي رجالها بالأخلاق الفاضلة وقيامها على أساس ثقافة تدعو إلى الحياة وتمقت القتل وتسعى إلى تحقيق أكبر قدر من الانتصارات بأقل قدر من سفك الدماء..
ولعل الذي دعا البعض إلى إثارة مثل هذه الشبهات حول حركات المقاومة الإسلامية هو حيرته ودهشته من عشق أولئك الشبان للاستشهاد وعدم خوفهم في سوح الوغى سواء أوقعوا على الموت أم وقع الموت عليهم! ولو تأملنا قليلا لرأينا أن خلفيتهم الفكرية والعقائدية هي التي جعلت قلوبهم كزبر الحديد، حتى كأنهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم، لو همّوا بإزالة الجبال لأزالوها من مواضعها!
فهؤلاء الرجال يحملون فكرا ثوريا ورثوه من سيد الشهداء وملهم الثوار (ع) الذي تحدى الظالمين في زمانه وأسقطهم من عروشهم وقبّح الحياة معهم حين صرخ في وجوههم: (إني لا أرَى المَوتَ إِلاَّ سَعَادَة والحَياةَ مَع الظالمينَ إِلاَّ بَرَمَا).. ( ألا إنّ الدّعيّ بنَ الدّعي قَد رَكزَ بينَ اثنتين – بينَ السّلةِ والذلةِ – وهَيهَات منّا الذّلة، يَأبَى الله لنَا ذلكَ ورسولُه..)
ولم تصبح قلوبهم أشد من الحجر إلا بعد أن سمعوا ووعوا قول إمامهم الضارب بسيفين والطاعن برمحين والثابت ببدر وحنين: ( وَقدْ أرعَدوا وأبْرَقوا، ومَعَ هذيْن الأمريْنِ الفشَل! ولَسنَا نُرعِدُ حتّى نوقِع، ولا نُسيلُ حتّى نُمطِر).. وكأن أمير المؤمنين (ع) ماثلا أمامهم مشمرا حاسرا عن ذراعيه، يذود عنهم بسيفه ذي الفقار رايات المنافقين وهو يصرخ فيهم صرخة رجل واحد: ( تَزولُ الجِبالُ ولا تَزُل، عَضّ على ناجِذِك، أعِرِ اللهَ جُمجُمَتَك، تِدْ فِي الأرضٍ قدَمَك، إرمِ ببصَرك أقصَى القَوْم، وغُضّ بَصَرَك، واعلَمْ أنّ النّصرَ مِن عِنْد اللهِ سُبحَانه)،وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
hasan_alfadhli@hotmail.com
الأربعاء، يوليو 22
خ// حكايتنا معهم
كان الصبية يلعبون في الازقه, ويضحكون في زوايا حواري النور .......
هام الصغار في كل دار,, وخطواعلى كل جدار.ألف, باء , تاء. أبجدية الحروف وبدايه الحكايه.
كان القلب فرحاً والعين تناجي أملاً...
وعند الفجر,, أمطر الحقد نيراناً خرقاء. ورصاصاً أحمق, يجتاح ورد الشوق, وإرز العشق الاحمر., يملء باروده الارعن جوف الزيتون, وبصدر النخل يغرس حقده المعلن..
هرع الصبية يتصارخون, يسرعون , يهرولون, يبكون. الى الدار الاكبر وجهتهم.علهم يجدون من يحرسهم.
لم يجدوا سوى أقنعةً الخداع والنفاق والكذب تتساقط واحدة تلو الاخرى من الجدران وغربان تنعق.
ظهر الظلم في عتمة الليل وانزاح الستار عن أيادٍ لاترحم..
تصارخ الصبية,بكت رياحين الشمس, إفترقت افئدة العشاق, فنهض النهار في عيون الغد, وهبت سواعد سمراء لاتعرف كذبٍ ولاخداع..
تهدم الدار على الصبيه, تكسرت شبابيك أطلت يوماً على سماء الهوى..فتهاوت أسطح الماضي وغدى الدار ركاماً الا من بقايا طفولةٍ ممزقه وايادٍ لرجال كانوا هاهنا يبشرون بعبق الحريه , رجالاً كانوا كالندى.ينثرون نوار الكرامة على جباهنا المتعرقة خجلاً من عيونهم الجميله..وهي تنصهر مع شروق الشمس,لتنير طريق الاتي...
فياصغيري...
لاتحزن....
قم وأنهض وعنك الالم إخلع
ياصغيري...
ظهري لك خيمة, وعيوني لك شمس, وكحل العين لك ليل لاتنتهى حكاياه....
ياصغيري لاتبك...
فمتى ماأنصهر الغد في عيوننا, فأعلم بأن النصر آتْ..
لاتحزن على أشباه الرجال
فلايزل النخيل والزيتون والإرز يطاولون قباب السماء
فكم ,في النهارات كنا نبحث عنهم, علهّم يكونوا ظلنا الوديع
وفي الليالي ننتظر مصباحهم لينير لنا الطريق.
لكنهم ماجاؤا نهاراً ولاأ طَلوا علينا في الليل.
تركونا نجدل اهاتنا ونمسح على وجه النهار الحزين وحدنا..
أغرقوا الغيوم بطوفان من الغدر
وأغتصبوا ملايين النجمات.
لم يعد ثمّة شرفة تطّل على مدن الليمون
ولم تعد الطيور تحتمي في ضي القمر..
ياصغيري..
نحن من....
أتعبنا المضي في دروب تجذ ْرت فيها الخيانة
أشقانا الصمت المُشَبَعْ برائحة الحقد..
تَعانَق الغراب والثعبان هنالك
إمتزجت الدموع بالدم
تلاشت ملامح الامس وأُستُبدِلت بالموت
كماطعنونا و مزقونا, بكوا على قصائدنا
وعلى اشلائنا نثروا الالاف الزهرات..
لكنهم لم يعلموا مافي الفؤاد؟؟
كم من جرح يصرخ كل يوم!!
وكم من حلم أغتيل في السحر؟!!
فعذراً ياعراق
عذراً يافلسطين
عذراً يالبنان
أصبحت دمائكم قهوة النهار
وموتاكم أضحوا كأنشودةً مملة
تُعزف صبح مساء..
عذراً,,
ماعدتم في عداد الانسانيه عندهم..
الأحد، يوليو 19
هل أتاكم حديث الحاج مبارك
قبل أزيد من عشرين سنة ونيف من الزمان الجميل، وفي إحدى قرى جنوب المغرب المنحدرة قبائلها الأصيلة من القحطانيين بشبه الجزيرة العربية ، عاش رجل أبيض اللحية، حمول حليم ، وقور حكيم، مقتصد المشية ، ثاقب البصيرة ، طويل البال ، عريض الإبتسامة، خفيف الظل ، حسن المعاشرة .
كان ينهض في وقت الغلس والخلق نيام ، قبل أن يقبّل نسيم البلجة أوراق الشجر ، وقبل أن تعلن حنجرة الديك العذبة عن آذان الفجر، وقبل أن ترسل الشمس عيونها الذهبية على موج البحر، ليتوضأ بما جادت به السحب الحاملات على الدلو من مزن ومطر ، ويتوجه نحو القبلة ليصلي ركعتي السحر لفاطر السماوات السبع والأرضين على حصيرة مصنوعة يدويا من نبات الدوم، بينما تحضر زوجته فطورا بلديا بشربة ترم العظم، وشاي أخضر بنكهة النعناع يهز الهمم ، وخبز رائحته مستمدة من عبق الأرض المعطاء ، وزبدة بلدية طازجة تكاد تبرح ضرع البقر، وعسل بري من لعاب نحل حر مستخلص من حلاوة العمل الطيب والنية الحسنة.
هكذا كان الحاج مبارك يبدأ نهاره المبارك كل يوم دون إستثناء. بعدها يتوجه الى حقوله ليحرثها ويهيج خصوبتها بمحراث خشبي تجره دابة من الدواب ، فيرسم الجهد خرائطه على كفيه وينقش النصب علاماته على جبينه.
حين ترى الحاج مبارك لأول وهلة تحس أنك تعرفه من زمان بعيد ، فصورته في أشجار أرغان وتراب الحمري وفاكهة العنب وبذور الطماطم وسنابل الزرع وحبوب الذرة، كلها مبللة بعرق جبينه ومنحوتة بآثار صنيعه. رائحة الأرض وعيون الماشية وقلوب الناس كلها كانت تعرفه.
وكان الناس يلجأون إليه ليعدل بينهم في حال الخصام ، ويفزع اليهم بيد المساعدة في حل المعضلات الجسام ، ويجود عليهم بالنصح في أويقات الوئام.
وإذا ماحل يوم السوق الأسبوعي يوم الجمعة ، يجمع الحاج مبارك ممارزقه الله من خيرات الأرض وفاكهتها وخضارها وبقولها وقثائها وقرعها ، فيملأ شِقَّيْ عَدِيلَا حماره ومِحْملَ بغلهِ ، فيبيعها ويبتاع بثمنها اليسير ماتيسر من الشاي والسكر والحلويات ولوازم الطهارة والنظافة وأزياء اللباس لعائلته.
ثم إذا حان وقت صلاة الجمعة ، تزين في أحسن صورة بهية وطلع في أجمل إطلالة زكية بعمامته الناصعة البياض وجلبابه القطني ، وركب بغله متوجها لصلاة الجمعة وقد بدا في هيئة أرقى من سلطان الطلبة. فإذا حل موعد الطعام ، ذبح الذبيحة وأحضر الوليمة ودعا الجيران والأصحاب وقبلهم الفقراء الى مشاركته الطعام والشاي.
لم يكن الحاج مبارك ثريا ، إلا أنه كان مستغنيا عن مافضل عن قوت عياله وأهله وكفايتهم لفائدة الناس بفضل توكله على رب السماء في كل اموره ،فلم يخذله ربه يوما دون أن يرزقه ويحفه بالخير والبركة من كل جانب .
بل حتى في سنوات الجدب وجفاء السماء وشح الأمطار، لم يقفل الحاج مبارك آباره كما يفعل الفلاحون الآخرون بل كان يدعها مفتوحة لعابري السبيل ولأهل القرية كي يوردوا إبلهم العطشى ومواشيهم الظمآى ، ولم تكن تنضب الآبار بل لم يضنها سقي الناس منها ، ولسبب من الأسباب الخفية يعجز العلم عن تفسيرها ويفشل المنطق في تحليلها كانت تكفي جميع الناس والدواب.
ذهب الحاج مبارك ذات يوم لأداء بعض المكوس الحكومية ، فوجد طابورا طويلا أطول من بيروقراطية الإدارة المغربية، فبقي الناس ينتظرون أزيد من عشر ساعات دون أن يتسنى لهم وقت للطعام او الشراب. أخرج الحاج مبارك من قب جلبابه المرقع ربع خبزة بلدية وقنينة لبن زودته بهما زوجته ، واقتسمهما مع إثني عشر رجلا ، كل منهم أخذ نصيبه وسد رمقه وأشبع بطنه.
سألته ذات قيلولة وقد افترش التراب بينما كانت غنمه ترعى على ما تنبت الأرض من برسيمها : "من يملك كل هذه الأرض ياحاج؟"، وكنت أعلم في قرارة نفسي أنها ملك له. فأجابني وبصره متجه نحو السماء ، وابتسامة تشبه خضرة الطبيعة من حوالينا قد ارتسمت على محياه ، وبريق قد اكتسح عينيه الشاكرتين : "كل هذه الأرض ملك لله سبحانه وتعالى".
لم تكن مطالعة الكتب أو المدارس أو الجامعات أو الحياة أو الأسفار لتعلمني مالقنني إياه الحاج مبارك تلك اللحظة .حينها فهمت السر وراء السعادة والمغزى خلف الرزق والبركة ، وفهمت أن الإبتسامة أبلغ مظاهر الشكر والحمد.
مات الحاج مبارك وهو في كامل قواه البدنية والعقلية واقفا على السلم بينما كان يجني الزيتون من الشجر، وقد ارتسمت نفس الإبتسامة الشاكرة على محياه الملائكي .
بعد موته ، توقفت الأرض عن العطاء ، وأجدبت السماء ، وفر النحل من دياره، وماتت الدواب، وقلت الغنم ، وتقاسم الورثة الأرض، وغابت الحياة ، وبقيت زوجته الوفية في نفس المنزل القروي ترفض العيش في المدينة مع بناتها وأبنائها حفاظا للوعد وصونا للعهد.
قبل موته بشهر واحد ، كان الحاج مبارك قد حفر قبرا في روضة القرية . حين سأله أصحاب القرية مندهشين: "لمن القبر ياحاج؟". أجاب بنفس الإبتسامة: "لنفس قد يتولاها الله سبحانه يوما ما". لم يكن أحد يعلم أن القبر سيكون المرقد الدائم والمصير الحاتم لحافره الحاج مبارك. وكذلك العظماء يأبون إلا أن يموتوا كالشجر واقفين خالدين في قمة العطاء ، وكذلك الكرماء ينبشون قبورهم بأيديهم شوقا للسماء .
بعد عشرين سنة ، طرح علي بعض طلاب العربية الأمريكيين هذا السؤال: "مامرادف كلمة "البركة" في اللغة الإنجليزية؟". أطرقت مليا وفكرت طويلا ، فلم أجد لها مقابلا في لغة العجم يفي بأداء اللفظ معنى واصطلاحا واحساسا وثمارا وغرضا من حكاية الحاج مبارك مع البركة ، فرويتها لهم بإسهاب لعلهم يفقهون معناها ويدركون فحواها.
وهاأنذا أقدمها في مقالة باقتضاب بين أيديكم أيها العرب القارؤون ، وأضعها نصب أعينكم أيها الساعون ليل نهار في دروب الرزق، أيها الشاقون لسبل العيش ، علكم تتذكرون مفردة البركة التي غابت عن قواميسكم اليومية ، وتناستها بيوتكم وخلت منها جيوبكم، في زمان أصبحت فيه حياتكم فارغة من البركة ،ولم تعد لكم بركة لا في نسائكم ولارجالكم ولاأولادكم ولاأموالكم.
رحم الله أزمان البركة ، ورحم الله الحاج مبارك وتغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والطيبين والأخيار البررة .
الأربعاء، يوليو 1
مُوجَزُ بيانِ البيْنِ بينَ الدِّيموقراطية الوضعيةِ والعدلِ الإِلهي
إن للتاريخ دورات كفصول السنة لامحيد ولامزحزح عنها. والتاريخ يكرر نفسه في حياة الأجيال والدول على حد السواء. ويعد تاريخ الدول خصوصا تجسيدا لقانون الطبيعة، فالأمم تنشأ صغيرة من قبيلة أو زاوية دينية أو حزب سياسي أو حركة ثورية أو توجه فكري وأحيانا من فراغ في سدة الحكم ، تليها مبايعة أقلية فاعلة تسيطر على غالبية الناس طواعية أو كراهية أو جهلا .
هذه النخبة الأقلية تحتاج الى مصداقية (شرعية) دينية أو فكرية أو تراثية أو سياسية، سواء حقيقية أو مفتعلة كانت، للحصول على مبايعة عامة الناس وتأييدهم. لذلك فإن علاقة النخبة الحاكمة بالناس علاقة تلازم ضرورية، فمن الناس يتكون الجيش الحامي للدولة (أو النخبة) ، وبالناس قوام الحرف والمهارات والصناعات والزراعة والأعمال والضرائب والمكوس ، فلاتقوم للدولة قائمة بدون الناس . هكذا تخلق الدولة مشروعية لها .
و تتحكم الأقلية الحاكمة في الدولة عبر إنشاء قانون أو دستور تكون أول مبادئه إقرار شرعية الإنصياع المباشر والكامل لهذا القانون ، فيخضع له كل الناس ضمانا لاستمرارية الحكم سواء كان عادلا أو مستبدا. وقانون الدولة في معظمه مستمد من اجتهادات انسانية تعتمد على عناصر متباينة قد تشمل المنطق والدين والأخلاق ومسايرة العصر والتقاليد والثقافة والمصالح والعصبية وقوى أجنبية .
لذلك فإن تغيير نظام أوحكم مستبد في بلاد ما لا يحدث بالقوة التي لن تسفر سوى عن استبدال أقلية مستبدة بدل أخرى، بل عبر إعادة تربية شخصية المواطن الذي هو بمثابة قوام الدولة، وعبر تغيير الشرع أو القانون القائم وإعادة النظر في المفاهيم الحقيقية للرمز والقيادة . فالقوة أداة وليست غاية في حد ذاتها، لاتثمر ولاتؤتي أكلها دون تربية الناس على المنهج الصحيح للقانون الذي ينبغي أن يحكمهم.
وحين نتحدث عن إعادة تربية شخصية المواطن ، فذلك يشمل الطفل والشاب والمراهق والبالغ والشيخ الذكر منهم والأنثى . والتربية لاتعني التعليم بالضرورة ، بل نقصد بها تربية النفس على الوعي والإدراك بشرعية القوانين التي تحكم البلاد. فهل هي قوانين مستمدة من أخلاق وتاريخ وتقاليد وأديان الناس البسطاء العامة؟ وهل تمثل طموحاتهم وترقى الى مستوى تطلعاتهم ؟ أم أنها انعكاس لقوانين أجنبية مستمدة من فكر الإستعمار، ولاتخدم سوى النخبة الحاكمة؟
ولنرجع هنا الى العهد الإسلامي الذي يعتبر استثناء في التاريخ العربي المليء بالإستبداد ، لنجد أن رمز الدولة وقائدها لم يكن إنسانا ولانبيا ولاخليفة ، بل قانونا عادلا يخضع له الجميع دون استثناء، وفي طليعتهم القائد، و القانون العادل هو الذي يدعو الى تشديد العقوبة على القائد أولا في حالة المخالفة.
ولنسرد على ذلك القرآن كقانون خضع له آنذاك الجميع وفي طليعتهم النبي محمد (ص) وفيه مضاعفة للعقوبة على زوجات النبي في حال مخالفتهن للقانون القرآني باعتبراهن قدوة النساء في المجتمع العادل.
وبعد موت الرسول (ص) ، أسس أبو بكر أول بند في القانون العادل المستمد من التشريع الإلهي في أول خطبة له أمام العامة قائلا: "من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت" .
مفهوم الله في هذا السياق العقلاني هو رمز حسي غير ملموس لكنه موجود يوصل اليه عبر المعاني التي يجسدها وليس عبر التجسيد للذات الإلهية نفسها. فالله في هذا المضمار يعبر عن العدالة والقانون والحرية .
إذن القانون العادل لا يتمحور حول شخصية معينة ولوكانت هذه الشخصية تتمثل في النبي محمد (ص) المكلف بالرسالة نفسه، لأن الرسول وسيلة لإيصال وتطبيق وسن القانون العادل فقط، ولايجوز التخلي عن القانون الإلهي في حال موت الوسيلة .
ولن أحاضر هنا عن مفهوم القيادة بل سأترك أمثلة يسيرة تتحدث عن نفسها ، فهذا عمر بن الخطاب يقدم لنا صورة عن العدل الذي لايشمل الإنسان والنبات فقط بل يمتد الى الحيوان: "والله لو ان بغلة بالعراق تعثرت لسئلت عنها يوم القيامة". وذلك عمر بن عبد العزيز يخفّف الجبايات عن الموالي والفرس والنصارى، ويرفع الخراج عمّن أسلم من أهل الذمة. ويعوض النصارى عن مصادرة كنيسة القديس يوحنان بكنيسة توما في دمشق، ويقرأ القرآن على ضوء شمعة حتى لايأخذ ثمن زيت السراج حفاظا على مدخرات بيت المسلمين .
وهاهو الإمام علي بن أبي طالب أيام خلافته يجد درعا له سقطت من جمله عند يهودي فيطالبه بها لكن اليهودي يرفض مدعيا أنه صنعها لنفسه، فيلتجآن الى القاضي ليحكم بينهما، فيُحضر الإمام علي غلاما له وابنه الحسن كشاهدين ، لكن القاضي يرفض شهادة الحسن ابن أمير المؤمنين، ويرجح كفة اليهودي الكاذب على خليفة المسلمين، ليعتذر ويسلم بعدها اليهودي لما وجده في القانون الإلهي من عدل قائم على البينة ولو على حساب القائد.
ذلك المفهوم الناجح الناجع جعل الأمم الأخرى تتسابق نحو اعتناق الدين أو القانون الجديد لأنه مصاغ من قبل كينونة سامية عقلانية موضوعية غير بشرية. وكان ذلك سر نجاح الدستور العادل الجديد في مد خريطة العرب نحو آسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكا.
إن القانون العادل يخلق الدولة المتينة الركائز ويثبت دعائمها ويصل بها الى ربيع العمر حيث الإزدهار والرفاهية والحضارة، وفي تلك الحقبة تلجأ الدولة العادلة الى العلوم والفنون والصناعات المتطورة والتفنن في تفاصيل الحياة . أما الدولة الهشة المتآكلة فتخلق القوانين الاستبدادية لنفسها مؤسسة بذلك لأسس انهيارها على يد دولة مستبدة أخرى سوف تليها في دورة من دورات التاريخ المقبلة.
وقد خَلُص الفلاسفة الإغريق قديما وعلى رأسهم افلاطون في الجمهورية الفاضلة الى أن القانون الإنساني غير ناجع لأن مصدره الإنسان الميال الى التعدي بطبيعته . وقد أكد المتنبي تلك النظرية الإغريقية في بيته الشعري:
والظلم من شيَم النفوس فإن تجدْ
ذا عِفَّة فَلِعِلَّة لا يظلمُ
لذلك فإن نظم الحكم التي تصف نفسها اليوم بمصطلح الديموقراطية ،الذي يحمل في طياته مكونات الوهن، تكذب على شعوبها . يكفي أن نتساءل هذه الأسئلة التي لاتحتاج الى إجابة: إذا كان مصطلح الديموقراطية يعني حكم الشعب لنفسه ، فهل نجد حكما للشعب في الدول "الديموقراطية"؟ وإذا كان مفهوم الديموقراطية يدل على حماية حقوق الأقليات ، فهل ضمنت دول مثل أمريكا وفرنسا والدنمارك وهولندا حقوق الأقليات؟ وإذاكان مفهوم الديموقراطية يدعو الى استقلال القضاء ، فهل فعلا القضاء مستقل في الدول "الديموقراطية"؟ وأخيرا وليس آخرا، إذا كانت الديموقراطية تهدف الى التداول السلمي للسلط ، فهل يتم ذلك بمنأى عن تأثير المال وأصحاب المنافع في الدولة؟
أترك لكم الإجابة أيها العادلون .
الأحد، يونيو 21
إعلام الثعالب ضد شعب إيران وقائدها
بقلم: فؤاد وجاني
ضحكت ضحكا كثيرا حد القهقهة وظهور النواجذ حين سمعت مذيع قناة فوكس الأمريكية يشير الى احتمال حدوث انقلاب شعبي ضد الحكومة الإيرانية والرئيس المنتخب أحمدي نجاد عن طريق تسخير تقنيات الإتصال عبر الإنترنت في مواقع "تويتر" و"فيس بوك" و"اليوتوب" ، حيث تقوم بعض الفئات الشابة من إيران بإرسال خطابات ونشر شرائط مصورة تؤرخ لبعض الأحداث الجارية هناك، وبعضها ينشر في مواقع الجرائد والأخبار والمنتديات والمدونات .
لاجدل أن عصر إلقاء القنابل النووية قد ولى دون رجعة، وأن احتمال الزج بالجيش الأمريكي في حرب ضروس ضد إيران أمر مستبعد، على الأقل في وقت يتكبد فيه خسائر يومية فادحة في العراق وأفغانستان ، أنهكت الخزينة المالية ونخرت عظم الإقتصاد الغربي قاطبة. إنه عصر غسل أدمغة الجماهير عبر شن حروب إعلامية تهدف الى تغيير القرار السياسي و تدعو الى حرية مزعومة وديموقراطية كاذبة ، تقوض أركان المؤسسات المناوئة والحكومات العادلة ، وتقلب موازين السلط لتضعها في أيد تيارات موالية وحليفة ليس لها مبدأ ولاعقيدة ولاهوية، ولاتخدم الأوطان والشعوب بل المصالح الإمبريالية.
على المستوى السياسي ، فإن الطلقات النارية الإعلامية التي لن تصيب، قد أحدثت جدلا قد يؤدي الى اتخاذ قرار سياسي في أجنحة الكونغرس الأمريكي، وبينما التزم أوباما موقف الحياد ، شكك نائبه جوزيف بايدن في صحة الإنتخابات الإيرانية .
وتفخر قناة فوكس ،أحد أكبر مروجي الحروب والنزاعات في العالم، بأنها الوحيدة ضمن القنوات الأمريكية التي غطت احداث الشغب في إيران تغطية مستمرة ولأسبوع كامل وعبر بث مباشر، وكأن الأمريكيين بخير وعلى خير لاينقصهم سوى النظر في الوجوه الإيرانية العزيزة . البطالة وأزمات السكن والصحة والتعليم وتدني المستوى المعيشي للمواطن الأمريكي، كلها قضايا هامشية بالنسبة لقناة فوكس الإعلامية .
وينطبق الإسم على المسمى ، ف"فوكس" تعني الثعلب بالفصحى ، ولاشك أن الصهيونية تتخذ من نفس الحيوان شعارا لها. فقد أصبحت قناة الثعلب "فوكس" ومثيلاتها هي الناطقة بلسان الحركة المسيحية المتصهينة ، ولايهدأ لها وبال ولايستقر لها حال دون إثارة الفتن كما يحلو لحكومة الكيان الصهيوني "إسرائيل"، كما تتفتح شهية الثعلب للاقتيات في الظلام . وفي كل ذلك تتذرع بضرورة نشر الديموقراطية في إيران ، والمساواة بين الرجال والنساء ، ونزع الحجاب، وإلغاء الحكم الإسلامي بإيران، وكأن الإنتخابات التي جرت كانت لعبة أطفال.
أزيد من أربعة وعشرين مليون صوتوا لصالح أحمدي نجاد بينما منح ثلاثة عشر مليون صوتهم للمرشح مير حسين موسوي. تلك هي الحقيقية العلمية الوحيدة في حسابات التصويت . لكن يبدو أن "فوكس" لم تقتنع بنتائج الإنتخابات الرئاسية الإيرانية ، فأرادتها أن تكون على هواهها وطيب خاطرها ، وراحت تولول وترثي إعلامياعلى شأن ميت. ربما لوكان الخوارزمي ، ذو الأصل الفارسي والثقافة العربية ومؤسس الجبر، بيننا اليوم لأثبت عبر معادلات علوم الجبر والمقابلة الرياضية بأن نتائج الإنتخابات الإيرانية عادلة أو جد ديموقراطية (حسب تعبير الغرب نفسه).
"فوكس" وكغيرها من المتحاملين على إيران وشعبها بمن فيهم المعارضين أنفسهم، يستغلون تقنية الإتصالات العصرية وشغف الشباب بها الذي ظل يستشهد ب "اليوتوب" و"تويتر" و"الفيس بوك" أكثر من شهادة لاإله إلا الله محمد رسول بالله ، في إثارة الفتن ومحاولة التأثير على مقومات الثورة والحضارة الإسلامية بإيران . وفي ذلك الصدد ، استدعت "فوكس" ماأسمتهم بخبراء ومحللين إيرانيين، ولاأحسبهم سوى مرتزقة إعلام، ليدلوا بدلوهم الفارغ على مجريات الشغب في إيران.
وتجمهرت ثلة من الشباب الايرانيين الحريصين على ترطيب الشعر بمساحيق مصنوعة في مختبرات "جونسون أند جونسون"، وجماعات من الشابات الإيرانييات مبديات لزينة أفخاذهن ولغجرية شفاههن بلوس أنجليس وواشنطن وسياتل ومدن أمريكية أخرى ، وقد شغفوا حبا بأخلاق هوليود وتعاليم الحرية على مذهب أئمة "فوكس" . وراحت عدسات الإعلام المتصهين تلتقط لهم صورا وكأنهم صوت الغالبية بإيران صانعة منهم أبطالا خرافيين في شريط سينمائي خيالي لن يتم إخراجه .
لماذا لاتشن قنوات الثعالب، المتخصصة في غسيل دماغ الإنسان الأمريكي العادي ذو الطبع الميال الى الحق، حملتها ضد بلدان عربية ، لاداعي لتسميتها حفاظا على ماء الوجه، لم تقم فيها انتخابات رئاسية بالأصل، ولامجال فيها للمواطن بإبداء رأيه فبالأحرى صوته ، وحتى تلك التي تقام فيها الإنتخابات فينجح فيها الرئيس أو القائد العربي بنسبة تسعة وتسعين بالمائة ، وهي نسبة رياضيا مستحيلة .
أم أن تلك الدول لاحرج عليها في شأن الديموقراطية ، تكتم أنفاس شعوبها عبر نشر الجهل والفقر والجوع والخوف ، وتهب خيراتها للغرب دون حساب أو عقاب. أم أن أولئك لاخوف منهم ولاهم ينتخبون .
واليكم لماذا يكرهون إيران وأحمدي نجاد :لأن هذا القائد المتواضع العظيم يتقاضى مئتين وخمسين دولارا في الشهر والحمد لله على نعمه، أي تكلفة ليلة واحدة في فندق من فئة نجمتين في دولة خليجية أوثمن قنينة نبيذ من النوع الرديء يتناولها أمير عربي ساقط في إحدى نزواته الليلية.
وفي الماضي، حين التقت قناة "فوكس" التلفزية بأحمدي نجاد إبان حضوره إحدى جلسات الأمم المتحدة ، سأله مذيعها سؤالا ينطوي على اللؤم والخبث : "حين ترى نفسك في المرآة صباحا ، ماذا تقول لنفسك ؟" . ببساطة عالية وعفوية بالغة ، أجاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد : "أرى الشخص الذي تعكسه المرآة، فأقول له : تذكر أنك لست سوى خادم صغير ، وأمامك اليوم مسؤولية جسيمة وهي خدمة الأمة الإيرانية ".
هنا أستحضر قول أحد الأمراء العرب ، حين سأله صحفي وهو يستقل طائرة حكومية فاخرة: "سمعت أن شخصكم الكريم لاينام ؟". فاتى جواب الأمير العربي بعفوية أيضا لكنها تنم عن حقيقة جاهل : "لاأنام لأني أحب مشاهدة كرة القدم والأفلام " .
إنه اختلاف أكيد بين عقلية القيادة العربية التي تنحو منحى الصرصور في اللهو وبين عقلية النملة الإيرانية التي تدب وتكد نصبا من أجل مستقبل مشرق لإيران والعالم الإسلامي عموما.
إيران اليوم أقوى دولة صناعية لها تطلعات نووية تنافس الكيان الصهيوني "إسرائيل" ، بل إنها الوحيدة التي ينطبق عليها مفهوم الدولة لأنها تتمتع بالإستقلال والإكتفاء الذاتيين في الشرق الأوسط ، وهي قادرة على قلب ميزان الإستراتيجيات الدولية عبر إنشاء أحلاف مع تركيا وروسيا والصين وبعض دول شرق وسط آسيا كطاجيكستان وقيرغيستان وكازاخستان وأوزباكستان وبعض دول أمريكا اللاتينية كفنزويلا وكوبا وبوليفيا، مما قد يعزل مايسمى ب"إسرائيل" تماما إلا من مساندة حميمية لبعض الحكومات الغربية والعربية "الصديقة" و"الشقيقة" . وهذا مايؤلم بعض الساسة الأوروبيين والأمريكيين والعرب أنفسهم الحليفين للكيان الصهيوني.
شخصيا ، وإن كنت لاأتفق مع بعض مبادئ الثورة الإسلامية بإيران ، لكنني أعد إيران أكبر دولة ديموقراطية عادلة في الشرق الأوسط ، وأحيي إيران وأحمدي نجاد ومؤسسي الثورة الإسلامية على إيمانهم بمبادئ ثورتهم نصرة للعدل ونبذا للظلم.
وأحسب إيران أختا لنا في العقيدة والدين والتراث والتاريخ والعلم والحضارة ، فلولا إسهام الفرس في العلوم عبر التاريخ ، لكان العالم لازال يركب الحمير اليوم، و لبقينا في العصور الوسطى ، و أتحدى أي مؤرخ عربي أو عجمي أن يحصي علماء وفلاسفة وأطباء ومهندسين وجغرافيين وشعراء ولغويين وفقهاء أنجبتهم أية بقعة على البسيطة الكروية أكثر ممن أنجبتهم بلاد فارس . اللائحة طويلة ولامجال لحصرها، فابحثوا عن أصل ابن رشد والجرجاني وابن سينا والخوارزمي والبخاري والخيام وسيبويه والفارابي وغيرهم كثير.
يوم كانت لغة العالم هي الفصحى ، منحنا نحن العرب بلاد فارس اللسان العربي فمنحونا علوما وآدابا في المقابل، فكان التزاوج المثمر، وكانت الفصحى خير تقنية اتصال أخرجت العالم من الظلام الى النور وأسست لركائز العلم الذي نجني ثمراته اليوم.
وأخيرا وليس آخرا، الى كل الإعلاميين والأفراد الأحرار في الغرب والشرق ، وبكل لغات العالم ، أوجه ندائي للتصدي للحملات الإعلامية الصهيونية الإمبريالية المغرضة الهوجاء ضد شعب وحضارة إيران ووحدة العالم الإسلامي ، وألف مبروك لفوز أحمدي نجاد والثورة الإسلامية والشعب الإيراني في عرس الإنتخابات الرئاسية الديموقراطية النزيهة.
وختاما ، فإن تودد قناة فوكس والإعلام الإمبريالي الى المعارضة الإيرانية ، يجعلني استحضر موقف الثعلب الخبيث من الديك ذات يوم ، حيث اعتلى الديك شجرة ليؤذن لصلاة الفجر، فجاء الثعلب وناداه من تحتها : "انزل ، بارك الله فيك، لنصلياها جماعة" ، تردد الديك لوهلة وأطرق يفكر : "أيعقل أن يتوب الديك بين ليلة وفجرها!! وكيف لايتوب الثعلب والله خير التوابين ؟ وصلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة". فنزل الديك ليقع بين فكي الثعلب الذي حمد الله وأثنى عليه لما وهبه من فطنة ماكرة وشكره على نية الديك الطاهرة وحمده على مارزقه من وجبة فاخرة .
"ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين" ، صدق الله العظيم ، فلن ينزل الديك ولن يصليها جماعة ، وليتضور اعلام الثعالب جوعا، وليشرب إعلام الثعالب سما ملؤه بحر الخليح غيظا وحقدا.
الجمعة، يونيو 12
اغتيال نائب بارز بجبهة التوافق العراقية
اغتال مسلح مجهول رميا بالرصاص النائب في البرلمان العراقي عن جبهة التوافق العراقية حارث العبيدي بعد أدائه صلاة الجمعة في مسجد الشواف غربي العاصمة بغداد.
وقال شهود عيان إن المسلح أطلق النار من مسدس كان يحمله على العبيدي، ما أدى إلى مقتله على الفور في حين فر الجاني إلى جهة مجهولة.
وقال المتحدث باسم جبهة التوافق سليم الجبوري إن العبيدي كان بمسجد الشواف عندما أطلق مسلح النار عليه من مسدسه ثم ألقى قنبلة يدوية عليه داخل المسجد.
غير أن مصدرا عسكريا -طلب عدم نشر اسمه- قال إن المهاجم انتحاري ركض باتجاه العبيدي واحتضنه قبل أن يفجر قنبلة يدوية أو أكثر.
ويشغل العبيدي منصب نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان العراقي.
وكان العبيدي تحدث في جلسة البرلمان أمس الخميس عن انتهاكات خطيرة قال إنها ترتكب في السجون التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع، مطالبا باستدعاء وزيري هاتين الوزارتين للاستفسار منهما عن حقيقة هذه الانتهاكات، ومن بينها عمليات اغتصاب وتعذيب جسدي ونفسي.
تــدمـيــرُ ، وإبــادة ُ.. الـشـِّـعـر ِوالأدب ِالـعـربـي ..
درسَ الإستعـمار الغربي للعالمين العربي والإسلامي .. الدعائم الأساسية التي بُنيت عليها الحضارة العربية ، ثم َّالإسلامية .. فوجد أن اللغة العربية بالطبع هي المنبع والأساس ..
وعرف بداهة ًالأهمية القصوى والأساسية لـلُّغة العربية في بناء الحضارة العربية، ومن ثم َّالحضارة الإسلامية ، التي أُنزل الله كتابها المقدس القرآن الحكيم بإعجاز نفس اللغة ..
لذلك فقد أولى الإستعمار جلَّ إهتمامه إلى تدمير تلك اللغة العربية بإعتبارها الشريان الرئيس الذي يحافظ على بقاء الحضارة العربية فالإسلامية ..
ولما كان الشعر العربي ، هو ديوان العرب .. فقد حظي الشعر العربي بنصيب الأسد من المحاولات التدميرية المتعددة والمتواصلة ، من أجل تدميره والقضاء عليه ، وبكل الطرق والأساليب ..
ولعل ما نراه في عصرنا الحالي من ظواهر حظر واحتكار وتهميش ومطاردة الشعر العربي .. يُعـد ُّ من أكبر الحجج والبراهين على استهداف الشعر العربي بالتدمير والإبادة ، سعـياً نحو تدمير اللغة العربية ، ثم الدين الإسلامي الحنيف..
فنجد في مصر ( العربية ، والإسلامية ) الرائدة مثلاً ، أن الغزو الفكري قد جند لاحتكار الشعر العربي فئة ً، باتت معروفة ً، من المرتزقة ينهبون ثروات هذا الكنز الثقافي علناً ، ودون أدنى مُبالاة .. ولا يتورعون عن عمل أي شيئ للإستئثار بغنائمهم .. والمنتشرين حالياً في مراتع الثقافة الإعلامية الحكومية ، والمسيطرين على مناصبها ووظائفها ، ومن ثم أغلب الصحف والمجلات والأبواب الأدبية والثقافية دون استثناء ..
مع إتاحة أقل القليل من فرص النشر ، لغـيرهم ، من الأصدقاء ، أو ممَّن يلتزم بأسس وشروط النشر المفروضة حاليا ً ، وهي ببساطة شديدة : نشر الفساد ، ( أوبحد أدنى الهراء ) ، مع القبول بإذلال المحتكرين من حاظري النشر ، إستناداً إلى عـللهم الواهية في الإحتكار والحظر والوصاية الفكرية ..
حتى أن أحزاب المعارضة هي الأخرى ، وفي وسائل نشرها المتاحة والمحدودة ، باتت تحذو نفس الحذو أيضاً ( اللهم إلا ما ندر من الشرفاء الأمناء ) .. فبات مسئولي النشر فيها يعملون أيضاً على ترسيخ أسس الإحتكار والحظر ، لأنفسهم ، ولمعارفهم ، أو لمن يقبل بشروطهم الإحتكارية ، دون الإهتمام حتى بشعارات أحزابهم ..
فتكونت بذلك جبهة واحدة من المرتزقة والمأجورين .. والذين يُسيِّرون دفة نشرهم للشعر أو للأدب بمزاجية حماية مصالحهم الشخصية في المقام الأول ، وقبل مصلحة دينهم ، أو وطنهم ، أو حتى مبادئهم التي يتشدقون بها ، وبما لا يتعارض مع مطامعهم الشخصية قريبة أو بعيدة المدى ، وإن اختلفت الشعارات أوالإدعاءات المزعومة ..
هذا بالطبع غير استحداث الآفات ، والمبيدات المسرطنة الحديثة ، من نماذج الكتابات التي تستهدف الشعر ، وتسمَّى بالحر ، والحديث ، وقصيدة النثر ، وهـلمّْ جـرَّا ،، والتي أضيفت كشرط جديد من شروط إمكانية النشر التعسفية .. بهدف تفتيت الشعر ..
ليجد الشعراء الشرفاء أنفسهم أمام وسائل ظاهرة الإحتكار والحظر .. فإما بيع ضمائرهم بالقبول بالشروط التعسفية للنشر ، أواستجداء النشر ، أو اليأس من إمكانية النشر ، ومن ثمَّ هجر الشعـر .. نظراً لصعابه ، ومخاطره .. الغير محدودة ..
الأمر الذي أدى للفشل والتردي والإنحدار والإنهيار الفكري والخلقي الراهن والغير مسبوق ..
لولا رحمة الله بـِاللغه العربية .. أن أتاح فرصة النشر بالإنترنت والذي لم يتوصلوا بعد ، والحمد لله ، لطريقة لحظره واحتكاره ..
والذي أنقذ الشعر العربي ، مرحلياً ، من غرق التدمير والإبادة ، كمنبر للوعي العربي والإسلامي ، وكـصوت ٍ داع ٍ لإحقاق الحق ، ورفض ومحاربة الظلم والظالمين ..
والعجيب حقاً .. أنك تجد الغالبية العظمى من الأدباء والمثقفين والشعراء والمفكرين العرب متجاهلين لهذا الظلم البيـِّن ،، صامتين خائفين مذعورين .. وكأن الأمر لا يعنيهم !! سوى فقط في جني فتات المكاسب والأرباح إن وهِبت لهم ..
كما تجد القليل منهم مَن تأخذه الحميَّة ، فيطالب الشعوب .. بضرورة رفض الظلم ومحاربة الظالمين .. ولكن بالهمس ، والتخاذل ..
كقول أبو الأسود الدؤلي : لا تنهَ عن خلق ٍ وتأتي مثلهُ == عار ٌعليك إذا فعلتَ عظيم ُ
وهم يتابعون ، وعن كثب ، عرض شهادة واعتقال الندرة من الأبطال والمجاهدين نيابة عنهم .. لإعلاء راية الحق .. مكتفين بمشاعرهم التضامنية المذعورة ..
ثم تراهم مبتسمين للظالمين في حقدٍ وغل ٍ ذليل .. منتظرين معجزة السماء ، لإحقاق الحق ، وإزهاق الظلم ..
كقول بشار بن برد : لقد أسمعت لو ناديت حياً == ولكن لاحياة لمن تنادي
بيما تجد المجرمين الخادعين المنتفعين من هذا الحظر الإحتكاري التدميري ماضين في تحقيق أغراضهم الحقيرة والدنيئة وباستخفاف شديد بحماقة الأغلبية الجـبانة ..
بينما تجد الكل ُّ يُغـنِّي لحن معزوفة ٍواحدة .. تتباكى على اللغة العربية والدين ، والشعر والثقافة ، والظلم والعدل ، والوعي والوطن ،،،
في الوقت الذي يُغـنِّي كلٌّ منهم ، بل كلٌّ مـِنـَّا .. على ليلاه ...
وقد أكد الحق في محكم آياته " إن الله لا يـُغيـِّر ما بقوم ٍ حتى يـُغيـِّروا ما بأنفسهم ." وصدق العزيز الحكيم ..
الأربعاء، يونيو 10
Zionism Promotes Anti-Semitism
http://www.jewsagainstzionism.com/antisemitism/zionismpromotes.cfm
Theodor Herzl (1860-1904), the founder of modern Zionism, recognized that anti-Semitism would further his cause, the creation of a separate state for Jews. To solve the Jewish Question, he maintained “we must, above all, make it an international political issue.”
Herzl wrote that Zionism offered the world a welcome “final solution of the Jewish question.” In his “Diaries”, page 19, Herzl stated “Anti-Semites will become our surest friends, anti-Semitic countries our allies.”
Zionist reliance on Anti-Semitism to further their goals continues to this day. Studies of immigration records reflect increased immigration to the Zionist state during times of increased anti-Semitism. Without a continued inflow of Jewish immigrants to the state of "Israel", it is estimated that within a decade the Jewish population of the Zionist state will become the minority.
In order to maintain a Jewish majority in the state of "Israel", its leaders promote anti-Semitism throughout the world to "encourage" Jews to leave their homelands and seek "refuge".
Over the recent years there has been a dramatic rise in hate rhetoric and hate crimes targeted toward Jews:
* In Turkey...horrifying suicide bombings at two synagogues left 25 people dead and hundreds more injured.
* In Britain...Scotland Yard recently warned Britain's Jewish Community that it faced imminent terrorist attacks after police spotted and questioned a group of “tourists" taking covert videotape of the Jewish community buildings in London.
* In France...a caution was issued after an arson attack gutted a suburban Paris Jewish school--the latest incident in a frightening wave of French anti-Semitism.
* BBC - UK: "In recent weeks, a poll for the European Commission suggesting that EU citizens see Israel as the biggest threat to world peace caused outrage among Israelis."
Anti-Semitic acts are on the rise across Europe and beyond. From Antwerp and London to Berlin and Istanbul, Jews are living in fear.
On November 17, 2003 Zionist leader, Ariel Sharon, the Israeli prime minister, told Jews in Italy the best way to escape "a great wave of anti-Semitism" is to move and settle in the state of Israel. This has been the Zionist ideology from the beginning to the present time. "The best solution to anti-Semitism is immigration to Israel. It is the only place on Earth where Jews can live as Jews," he said.
July 28, 2004: 200 French Jews emigrated to Israel following a wave of Anti-Semitism. They were personally greeted by Israeli Prime Minister Ariel Sharon, who recently urged French Jews to flee to Israel to escape rising anti-Semitism.
On July 18, 2004, Israeli Prime Minister Ariel Sharon urged all French Jews to move to Israel immediately to escape anti-Semitism. He told a meeting of the American Jewish Association in Jerusalem that Jews around the world should relocate to Israel as early as possible. But for those living in France, he added, moving was a "must" because of rising violence against Jews there. "
الصهيونية تشجع على معاداة السامية
من موقع التوراة الحقيقية ، يهود ضد الصهيونية
http://www.jewsagainstzionism.com/antisemitism/zionismpromotes.cfm
اعترف تيودور هرتزل (1860-1904) ، مؤسس الصهيونية الحديثة ، بأن من شأن العداء للسامية أن يعزز قضيته المتمثلة في إنشاء دولة مستقلة لليهود. ولحل المسألة اليهودية ، أضاف "لا بد لنا ، قبل كل شيء ، أن نجعلها قضية سياسية دولية."
وكتب هرتزل أن الصهيونية عرضت على العالم "حلا نهائيا للمسألة اليهودية" حظي بالترحيب ، وذكر هرتزل في "يومياته" ، صفحة 19، أن "المناهضين للسامية سوف يصبحون أكثرالأصدقاء وثوقا وسوف تصبح البلدان المعادية للسامية حلفاء لنا".
اعتماد الصهيونية على معاداة السامية لمواصلة أهدافها ما زال مستمرا حتى يومنا هذا. وتعكس دراسات لسجلات الهجرة تزايد الهجرة إلى الدولة العبرية خلال فترات تزايد معاداة السامية. دون استمرار تدفق المهاجرين اليهود الى دولة "اسرائيل" ، يقدر أنه في غضون عقد من الزمان سيصبح عدد السكان اليهود في الدولة الصهيونية أقلية.
ومن أجل الحفاظ على أغلبية يهودية في دولة "اسرائيل" ، يقوم قادتها بتعزيز معاداة السامية في جميع أنحاء العالم من أجل "تشجيع" اليهود على مغادرة أوطانهم والبحث عن "ملجأ".
على مدى السنوات الأخيرة ، كانت هناك زيادة هائلة في خطابات الكراهية وجرائم الكراهية مستهدفة اليهود :
* في تركيا... تفجيرات انتحارية مروعة فى معبدين يهوديين أدت إلى مصرع 25 شخصا واصابة مئات اخرين.
* في بريطانيا... حذرت سكوتلانديارد مؤخرا الجالية اليهودية في بريطانيا من إمكانية التعرض لهجمات إرهابية وشيكة بعد أن رصدت الشرطة واستجوبت مجموعة من "السياح" يصورون شريط فيديو سري لمباني الجالية اليهودية في لندن.
* في فرنسا... صدر تحذير بعد حريق متعمد اندلع فى احدى المدراس اليهودية بضواحى باريس -- أحدث واقعة في موجة فرنسية مخيفة لمعاداة السامية.
* بي بي سي -- المملكة المتحدة : "في الأسابيع الأخيرة ، سبب استطلاع للرأي أجرته المفوضية الاوروبية غضبا بين الاسرائيليين وكان استطلاع الرأي هذا قد أوضح ان مواطن الاتحاد الاوروبي يرى أن إسرائيل تمثل أكبر تهديد للسلام العالمي ".
الاعمال المعادية للسامية آخذة في الازدياد في جميع أنحاء أوروبا وخارجها. من أنتويرب و لندن الى برلين واسطنبول ، يعيش اليهود في خوف.
يوم 17 نوفمبر من سنة 2003 ، قال الزعيم الصهيوني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لوكالة اليهود في ايطاليا إن أفضل طريقة للهروب من " موجة كبيرة من العداء للسامية" تكمن في الإنتقال والإقامة في دولة اسرائيل. وقد كانت هذه الإيديولوجية الصهيونية من البداية وحتى الوقت الحاضر. "إن أفضل حل لمعاداة السامية بالهجرة الى اسرائيل ، وهو المكان الوحيد على الأرض الذي يمكن أن يعيش فيه اليهود كيهود". على حد قوله.
في28 يوليو من سنة 2004 : في أعقاب موجة من معاداة السامية ، هاجر 200 من اليهود الفرنسيين إلى إسرائيل. واستقبلوا شخصيا من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ، الذي دعا مؤخرا اليهود الفرنسيين الى الفرار الى اسرائيل هربا من تصاعد العداء للسامية.
الأحد، يونيو 7
تقسيم العراق : أول سقوط للمشروع الصهيوني في مسلسل الإنهيار التام
في يومياته الكاملة ، في المجلد الثاني صفحة 711 رسم تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية مساحة الدولة اليهودية "من نيل مصر الى الفرات". وقبل أزيد من نصف قرن من الزمان ، سجل الصحفي الهندي كرانجيا للتاريخ كتابا بعنوان «خنجر إسرائيل» تضمن وثيقة سرية إسرائيلية عن خطة عسكرية تهدف إلى إقامة إسرائيل الكبرى من نهر النيل إلى الفرات ، وتقضي الخطة كذلك بتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات درزية وعلوية وعربية سنية وتقسيم لبنان إلى دولتين مارونية وشيعية.
وفي عددها الرابع عشر من شهر شباط/فبراير لسنة 1982، كانت مجلة كيفونيم الناطقة بلسان الحركة الصهيونية والصادرة في القدس المحتلة قد أعلنت عن المشروع الصهيوني لتقسيم دول عربية من بينها مصر وليبيا والسودان وسوريا والعراق الى دويلات صغيرة عبر الإعتماد على زرع بذر الفتنة العرقية والإنقسامات المذهبية والدينية . وجاء في الفقرة المتعلقة بتفتيت العراق : "أما العراق، ذلك البلد الغني بموارده النفطية والذي تتنازعه الصراعات الداخلية، فهو يقع على خط المواجهة مع إسرائيل. ويعد تفكيكه أمرا مهما لإسرائيل، بل إنه أكثر أهمية من تفكيك سوريا ، لأن العراق يمثل على المدى القريب أخطر تهديد لإسرائيل ".
وبعد ست سنوات من ذلك ، صرح مارتن أنديك وزير الخارجية الأمريكية آنذاك لجريدة الأهرام المصرية في عددها الصادر في اليوم الثاني عشر من ديسمبر لسنة 1998 بخطة تقسيم العراق الى ثلاث دويلات فيدرالية على أساس عرقي ومذهبي هي : كردستان وسنستان وشيعستان بعد الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.
تسع سنوات بعد ذلك ، يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي في يوم 26/9/2007 لصالح مشروع تقسيم العراق بنسبة 75 صوتا مقابل معارضة 23 فقط . من بين المصوتين بالإيجاب السيناتور جوزيف بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية آنذاك في مجلس الشيوخ ونائب الرئيس الأمريكي الحالي ، والسيناتورة هيلاري كلينتون آنذاك ووزيرة الخارجية الأمريكية حاليا لصالح مخطط التقسيم، بينما التزم السيناتور باراك أوباما آنذاك والرئيس الأمريكي الحالي موقف الحياد.وكما ترون فإن ترشيح كل من بايدن لمنصب نائب الرئيس وهيلاري كلينتون لقيادة الدبلوماسية الخارجية الأمريكية لم يأت محض الصدفة ، خاصة بعد الفشل الذريع للحصار الإقتصادي وللنهج العسكري في تقسيم العراق لإدارة بوش الأب والإبن ومهندس الحرب الحاكم بول بريمير في العراق.
الحكومة العراقية نفسها، والتي تعتبر حكومة غير شرعية طبقا للأعراف والقوانين الدولية كونها صنعت بيد الإحتلال وأن الدستور العراقي الحالي يكب في صالح المشروع الصهيوني ، لم تنس نصيبها من "كعكة" التقسيم، فقبل عام من قرار مجلس الشيوخ الأمريكي أي في سنة 2006، صوت النواب العراقيون بأغلبية 148صوتا لحساب قانون يتم بموجبه تشكيل الأقاليم من محافظة واحدة أو أكثر عبر الإستفتاء الشعبي لثلثي سكان المحافظات. وقد تبنت القرار الأحزاب الكردية وكتلة أياد علاوي وبعض الأحزاب الموالية لإيران آنذاك.
السؤال إذن لماذا فشل مشروع التقسيم الإسرائيلي الذي استخدم اداة أمريكية خاصة إذا كانت القوى العراقية نفسها قد وافقت عليه سواء ؟ ولست أتحدث هنا عن قرار الشعب العراقي المعروف بوحدته وحبه للعراق رغم اختلاف انتماءاته الدينية والمذهبية والعقائدية والفكرية.فالشعب العراقي لايمكن أن يوافق على مشروع التقسيم.
لقد فشل المشروع الصهيوني في إحداث شرخ في جدار الوحدة العراقي على أساس ديني بين الشيعة والسنة والمسيحيين والعلويين والمندائيين واليزيديين واليهود أنفسهم وكافة المعتقدات الأخرى . لكن الصهيونية سواء المسيحية أو اليهودية تعول على العنصر العرقي وخاصة على الحاكمين الأكراد في الشمال . الأكراد بدأوا في طرد الأقليات الغير كردية من كردستان كالتركمان والعرب، بل استقطبوا أكرادا من الدول المجارورة كسوريا وإيران وتركيا ومنحوهم الجنسية العراقية وأنزلوا العلم العراقي مستبدلينه بعلم كردستان.
اقتصاديا ، كردستان محاصرة من تركيا وإيران وسوريا والعراق. ويمكن القول إن أي استقلال لكردستان يهدد أمن ومستقبل كردستان نفسها ومستقبل الدول المجاورة قاطبة وقد يؤدي الى حدوث سيناريو شبيه ب"البوسنة" ودول البلقان تكون ضحيته كردستان بالدرجة الأولى. من جهة هناك عامل النفط ،فالحكومة المركزية ببغداد في يدها الورقة النفطية عبر التحكم في حقول كركوك. أما تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية فبإمكانها متى شاءت استعمال ورقة الماء للضغط على العناصر الكردية بعد أن أقامت عدة سدود للحد من تدفق المياه . حيث يبقى الماء رمز الوحدة العراقي في إفشال المخطط الصهيوني ، حيث ينبع نهرا دجلة والفرات من الجبال التركية. كما يعبر الفرات سوريا قبل العراق، بينما يمر نهر دجلة بالعراق بعد عبوره الحدود السورية التركية لكنه يتلقى أيضا مياه روافد عدة تنبع من ايران.ويروي النهران العراق من الشمال الى الجنوب قبل ان يكونا شط العرب الذي يصب في مياه الخليج.
عسكريا، وجود إيران في المنطقة يفيد وحدة العراق . فانفراد إيران بالقوة العسكرية والصناعية في الشرق الأوسط يعد خطرا يهدد مستقبل إسرائيل ومصالح أمريكا في الخليج العربي. بل إن مشروع إيران القومي المفترض جعل المرجع الشيعي آية الله حسين المؤيد يتهم إيران بأنها "أكثر خطرا على الدول العربية من أمريكا وإسرائيل"، وأضاف أن لديها "مشروعا قوميا" على حد قوله، يهدف إلى السيطرة على المنطقة . وقد غير جيش المهدي نهجه ودعا الى وحدة وتحرير العراق بعد أن كان قد استولى على محافظة البصرة.
سياسيا، بدأت بوادر قومية عراقية جديدة تعتبر نفسها طرفا وليس نخبة في التشكيلة العراقية تدعو للتعايش واحترام حرية وحقوق الآخرين في المشاركة في السلطة بل وحقها في القيادة.
وقد أعلنت الحكومة الأمريكية فشلها في رسم معالم خريطة التقسيم ممثلة بسفيرها في العراق ،المقال سنة 2009، ريان كروكر الذي أعلن في رد على سؤال السيناتور جون ماكين في جلسة استماع أمام الكونغرس في 2007 أنه " يجب على العراقيين أنفسهم أن يحددوا معالم دولتهم في المستقبل". يأتي هذا الرد أمام رجل وعد الشعب الأمريكي بالبقاء في العراق مدة 100 عام ، ولم يخف عدم معارضته للتطهير العرقي في العراق كماحدث في البلقان معترفا بصراحة : "لماذا لاندعه يحدث (التطهير العرقي)؟".
خلاصة القول ، نجاح المشروع الصهيوني في تقسيم بلد النخيل يبقى مستحيلا إلا إذا استطاعت الحركة الصهيوينية تغيير الخريطة التي رسمتها الطبيعة للعراق وللإنسان العراقي عبر تغيير مسار الماء ومواقع النفط وشخصية الإنسان العراقي وهو أمر أكثر استحالة. وأعتقد أن الأمثال تخرج من رحم واقع الشعوب خلافا للسياسة التي قد تفرز أشخاصا لايمتون للشعب والأرض والتاريخ بصلة ، لذلك لاأجد قولا أكثر تعبيرا عن المأزق الذي وضعته الصهيونية لنفسها في العراق أكثر من المثل العراقي الدارج الذي يفهم العراقيون معناه تماما : "ياحافر البير لاتغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت تكع بيها".
الأربعاء، مايو 20
دجلة الخلد أمنا جميعا
بقلم: فؤاد وجاني ....الى ثغر التاريخ ودجلة الخلد.
تسدل دجلة رموشها الناعسة حسرات
تتوسد الغياب وتلتحف الهوان مرارات
تتأوه من شط العرب حتى تحضن الفرات
ترصع جبين الزمان بتاج دماء معجزات
تنشد شفتاها الفضيتان أمواجا صلوات
تتساءل: أيان غيرة الكرماء أيان ظمأ الأبناء؟
أجبتها: ياأمنا جميعا ياأمنا جميعا ليس بيننا شرفاء
أقسمت بالله نحن العاقون أقسمت بالله نحن خسرنا الرهان
ونتضرع لربنا لاتحرمنا جنتك وارزقنا الجواري الحسان
كَلا سنكتوي في جهنم بتقاعسنا ونُحشر آثمين قبل الشيطان
حروفي ظمآنة لشفتيك الطاهرتين
جفني سهرانة لساقيك الطينتين
كبدي حزنانة لوجنتيك النازفتين
لاتحزني يادجلة فلن يَسع حزنك القمر
لاتحزني يادجلة فيُحجب حزنك المطر
لاتحزني يادجلة فيُذبل حزنك الزهر
لاتحزني يادجلة فيجف في حزنك البحر
لاتحزني يادجلة فالدنيا فيك تُختصر
ولاتدخلي سرير العنوسة تحت وطأة محتل جائر
وحيضي واحبلي وتوجعي بكل ابنٍ شريفٍ ثائر
ولاتيأسي من روح الله فأنت أجمل ولادة مذكار باكر
ابتسمي فسوف يهجر صبحك فراش الليل العاهر
فلم يدخل ثغر التاريخ مجنون إلا وخرج منه معرىً خاسر
وزغردي بالنواح وكبري باسم الجبار يازارعة المقابر
لقنينا درس العروبة من الرباط الى بغداد يارمز البقاء
اسقينا غيرة من دموع الأرامل ياراوية الأنبياء
املئينا عنفوانا من وجع اليتامى ياروضة الإباء
اطعمينا صبرا من بطن المحن ياملهمة الشقاء
احيينا موتا من لحد العبر ياباعثة الشهداء
ارجمينا لوما من شظايا الصمت يامنبت الكبرياء
ياأم الحياة والنوى يامرضعة الخير والردى
بعدك لن يطرق قلبنا هوى وفيك انكوى
فحبك علاج الخلد وحبك سلَّم ارتقاء السما
افرشي العراق بمسك من دم تبركا بقدوم صلاح
واكتحلي بيد المنية عنوة فذاك أبطش سلاح
ومشطي بأنياب الشوك شَعرا حجابه من جراح
فبعدك لاتُقبل صلاة وكل أذان يخلو من فلاح
ياضياء الكون ياقبس موسى في متاهة الدجى
يادجلة الخلد يامداد اليراع في كتب العلا
حبك فعل مزيد يتعدى القلب ويقبح الخذلان
اغسلي عنا خطايانا بماء أحيا الله به الإنسان
يادجلة الخلد ياثغر تاريخ أبيٍّ يعجز الأوطان
والبسي ثوب الحداد ولاتنسجي لعروبتك الأكفان
الاثنين، مايو 11
الجمعة، مايو 8
من يتزوج كوندوليزا ؟
لو كان عنترة بن شداد العبسي بيننا اليوم لنبذ التغزل بشَعْر عبلة ولهجر الليل وسوادَه من أجل أسنان كوندوليزا التي تشبه حبات الأرز في بياضها . تعيس أنت ياعنترة ، فلم يقدر لك الدهر لَمْح قوام كوندي الذي يشبه هلال الصيام في بزوغه ، ومسح دموع لطالما جُدت بها على عبلة في سبيل رموش كوندي الناعسة . ولو دنت كوندي من ناظم الغزالي أيام الطرب الجميل لأنشد "اقول وقد ناحت بقربي غرابة... ايا جائرة لو تشعرين بحالي" ، ولتقاسم معها الهموم بلغة فرنجية دافئة قائلا "كم كم هير... أقسمك نصفين" بدلا من التغريد بلهجة حب عراقية واهنة "تعالي تعالي ...اقاسمك الهموم تعاليْ" . ولو مرت كوندوليزا بباب المتصوف ربيعة بن عامر لانقطع حتما عن الزهد والعبادة ولنظم "قل للقبيحة دون الخمار الأسود... ماعساك تفعلين بناســــــك متعبد". ولوعلم دافينشي بسر ابتسامة كوندوليزا لانتحر ندما على رسم الموناليزا ، ولتحولت حديقة البيت الأبيض الى قبلة للعاشقين بدل مجاري فينيسيا ، ولذاع صيت عجينة كوندوليزا الأمريكية حتى يراه الناس في كل بيتزا إيطالية .
إنها حبيبة العرب والفرس على حد السواء ، تراهم سكارى وماهم بسكارى ، لكن هوى كوندي احتل القلب بعد أن كان فندقا للناطحة والمتردية. فحنوا للردى من فرط حبهم ، وتجرعوا سمها على أنه شهد عسل. مساكين هؤلاء العربان والفرسان ، تركتهم كوندوليزا هيامى القلوب حيارى النفوس ، يحدثون النجوم في عز ظهرها ، ويدعون الله أن لايجمعهم لحد بكوندي و قد فرقهم مهد. فقد كادوا لايبيتون ليلة دون أن يكتحلوا بجيوش من محاسن وجهها، حتى غدا معظهم صرعى بلا تهمة أو هلكى بلا ذنب سوى أنها شغفتهم حبا.
إنها كوندوليزا وماأدراكم ماهي ، قضبان غوانتانامو تتغنى بصداها، ورجال لبنان ماتوا في شدة الغرام فداها ، وتربة الفلوجة تشتهي أن تدوسها قدماها، وأطفال غزة يبكون دما عساها تبكي عليهم عساها . فماأن تحل بدار من ديارهم حتى تنشرح قلوبهم متبسمة للشفاه الغجرية، وتخلو أجواؤهم لفسح السماء لحمامة السلام الأمريكية ، وتتفتح أحضانهم لاستقبال وردة الحب الأطلسية .
حبيبة الأفئدة هي ، وماأدراكم ماهي ، شعرها كالموج في تجعده تالله قد ظلموا شوك القنفذ، ووجنتاها جمر أحمر تحرسان فما رصاصيا كأنه تنين ملتهب ، غزالة في رشاقتها فاقت ظبي الربع الخالي المنقرض ، كالغيث في طلعتها المنذر بالطوفان على الأرض الجدب.
بئس قلبٌ خشنُ الجدارِ متصلبُ الشرايينِ لم يَهِمْ برقة كوندي ، ولم يُتيِّمه غُنجها ودلالها. وخسئ نسيمٌ عليل لم يترنح بريح إبط كوندي البهنانة المعطَّرة . تلكم ملكة جمال القارات الخمس بعد فناء البشرية واندثارها ، وخلو الأرض من أهلها واصفرارها . تلكم صاحبة العقل النقي، والقلب التقي ، الفرات يجري في خدها ، ونضرة دجلة بادية على خشمها، تستغني بجمالها الفتاك عن المساحيق ، وتسر العميان قبل الناظرين ، لايراها إنسي إلا أذهلته ، ولايلمحها جني إلا سحرته .
مسكينة هي ، بالرغم من القد الممشوق والمحيا المعشوق والعطر المعبوق فلازالت أميرة الغنج والدلال بكرا عذراء لم يطمثها عربي ولاإفرنجي حتى الآن. متشبثة بالحب العذري هي ، عانسة هي ، لابنون ولانظور ولامذكار ولامأناث. ترفض كل عريس متقدم وكل خطيب متأخر ، وكأنها ليلى العامرية في زي الدمية الوردية "باربي" الأمريكية تطلب فارسا أبيا ولاترضى دونه فوق الجواد الأبيض غازيا.
فلم تخضع كوندي لمسطول وزراء باكستان رغم أنه راودها بمهر من الباذنجان بدل مقاتلة الطالبان ، ولالعريس الغفلة بهلول الضفة الغربية رغم تقبيله للأرجل الصهيونية عربونا مقدما ولعقه الأصابع الإسرائيلية صداقا معجلا في سبيل الجهاد مع كوندوليزا على فراش الفلسطينية، ولم تخنع للمسهول المصري رغم ذبحه أطفال غزة قربانا وغلقه المعابر تصديقا وإيمانا بكوندوليزا التي فاق سحرها في عينيه جمال كليوباترا إلهة الرقة عند الفراعنة القدامى، ولم تستلم لمهلوك العراق رغم بعثه اليها بصيغة متعة مقدارها ليلة واحدة ينتهي فيها النكاح في فجر الصباح مقابل نفط كركوك المباح وحقول العراق وعقوله .
مسكينة هي كوندي ، تطاردها الشائعات بأنها تهوى البنات دون الرجال شهوة ، وبأنها من فرقة اللوطيات وشرذمة المثليات ، وكذلك النجمات يحسدنهن الحاسدات ، وكذلك الحسناوات يغرن منهن الغيورات . فلاتأبهي لقولهن ياعفيفتي ياملاك ، ولتدخلي عليهن بجمالك الفتاك ولا حاجة لتزويدهن بالسكاكين فسوف يقطعن أنفسهن بالأسنان ، وسيقلن عنك حاشى أن تكوني بشرا .
أيها القراء المتزوجون والمتزوجات، والعزاب والأبكار، والمطلقون والمطلقات، أختم مقالتي الجادة هاته بكلام عقيم جاء على لسان حكيم مصري قديم كان إذا أراد توريط شخص ما بالزواج من قبيحة يقول له : "الست الوحشة في البيت نعمة "، طبعا هذا المثل ينطبق على كل النساء إلا الشيخة كوندي بنت رايس والبيت الأبيض .
الخميس، مايو 7
الإعلان عن يوم الإسلام في ولاية هاواي ....متى بقية الولايات؟
صادق مجلس الشيوخ بولاية هاواي باغلبية ساحقة على مشروع قانون يوم الاربعاء للاحتفال بيوم الاسلام رغم اعتراضات من بعض النواب الذين قالوا انهم لا يريدون "تكريم دين مرتبط بأحداث 11 سبتمبر 2001". وقال فرد هيمنغ "أذكر الاسلاميين المتطرفين في مختلف أنحاء العالم الذين هتفوا لأهوال 9 / 11 بأن ذلك يوم ينبغي تذكره من قبل المتحضرين من الناس من جميع الأديان.
وقد حصل القرار بإعلان 24 سبتمبر 2009 يوما للإسلام بتصويت 22 مقابل معارضة 3 نواب. ويسعى مشروع القانون الى الإعتراف بالمساهمات الدينية والعلمية والثقافية والفنية للإسلام والعالم الإسلامي.
وفيما يلي قائمة بالنواب الذين صوتوا بالإيجاب لمشروع القانون لمن أراد أن يشكرهم عبر الإتصال الهاتفي أو عبر بعث رسالة إلكترونية أو الفاكس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب".
Baker, Rosalyn H. (D)
senbaker@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6070
Fax 808-586-6071
Bunda, Robert (D
E-mail senbunda@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6090
Fax 808-586-6091
Chun Oakland, Suzanne (D)
E-mail senchunoakland@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6130
Fax 808-586-6131
English, J. Kalani (D)
E-mail senenglish@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-587-7225
Fax 808-587-7230
Espero, Will
E-mail senespero@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6360
Fax 808-586-6361
*censormode*unaga, Carol
E-mail sen*censormode*unaga@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6890
Fax 808-586-6899
Gabbard, Mike
E-mail sengabbard@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6830
Fax 808-586-6679
Galuteria, Brickwood
E-mail sengaluteria@capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6740
Fax 808-586-6829
Hanabusa, Colleen
E-mail senhanabusa@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-7793
Fax 808-586-7797
Hee, Clayton
E-mail senhee@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-7330
Fax 808-586-7334
Hooser, Gary L
E-mail senhooser@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6030
Fax 808-586-6031
Ige, David Y
E-mail sendige@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6230
Fax 808-586-6231
Ihara, Les
E-mail senihara@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6250
Fax 808-586-6251
Kidani, Michelle
senkidani@capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-7100
Fax 808-586-7109
Kim, Donna Mercado
E-mail senkim@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-587-7200
Fax 808-587-7205
Kokubun, Russell S
E-mail senkokubun@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6760
Fax 808-586-6689
Nishihara, Clarence K
E-mail sennishihara@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6970
Fax 808-586-6879
Sakamoto, Norman
E-mail sensakamoto@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-8585
Fax 808-586-8588
Takamine, Dwight Y
E-mail sentakamine@capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-7335
Fax 808-586-7339
Taniguchi, Brian T
E-mail sentaniguchi@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6460
Fax 808-586-6461
Tokuda, Jill N
E-mail sentokuda@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-587-7215
Fax 808-587-7220
Tsutsui, Shan S.
E-mail sentsutsui@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-7344
Fax 808-586-7348
Joey Manahan
e-mail repmanahan@Capitol.hawaii.gov
phone 808-586-6010
fax 808-586-6011
James Kunane Tokioka
e-mail reptokioka@Capitol.hawaii.gov
phone 808-586-6270
fax 808-586-6271
وهذه بيانات الإتصال بالسيدة التي تقدمت بمشروع القانون بالنيابة عن مسلمي الولاية
Lyla Berg
email repberg@Capitol.hawaii.gov
Phone 808-586-6510
fax 808-586-6511
الأحد، مايو 3
مدونة عرب أمريكا تتقدم بالتعازي لأميرة فن الكاريكاتور العالمية أمية جحا
تتقدم مدونة عرب أمريكا بالتعازي الى المناضلة فنانة الكاريكاتور العالمية السيدة أمية جحا إثر رحيل زوجها الشهيد الكاتب الصحفي المهندس وائل عقيلان فجر يوم الإثنين الرابع من مايو. ونسأل الله العلي القدير أن يسكن الفقيد واسع جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا،ويرزق أهله وذويه وأحرار الأمة العربية والإسلامية الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا اليه راجعون.
وكانت قد أكدت المصادرالطبية الفلسطينية استشهاد المجاهد المهندس وائل عقيلان متأثرا بمرضه بعد منعه من قبل السلطات المصرية من السفر عبر معبر رفح لتلقي العلاج في الخارج.
وباستشهاد المجاهد عقيلان يرتفع عدد شهداء الحصار الصهيوني والمصري المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عامين الى 230 شهيدا جراء منعهم من السفر للعلاج في الخارج.