الاثنين، ديسمبر 17

رسالة من ذهب الى بنت أبي لهب

نكتب اليك رسالتنا هاته المفعمة بالتلميحات فهي كمثل بعر الظبي من شمه وجد له رائحة طيبة ، فإذا فتته وجده بخلاف ذلك.

وقد قالت العرب قديما : "الحرب خدعة" بضم الخاء وتسكين الدال. لكننا سنتلوها عليك كما رواها اللبنانيون العارفون بلغة الضاد وبأصول الحرب وخبايا الوغى بفتح الدال لتصبح نعتا أي أنها تخدع الرجال . والقياس في ذلك ماجاء في القرآن : "ويل لكل همزة لمزة" بضم اللام وفتح الميم ، فاللعنة للذي يهمز ويلمز.

وتحية للبنانيين الذي قرؤوا الحرب على إيقاع نهج البلاغة فلم يخدعهم وطيسها ولم يحترقوا بنارها. فأفشلوا بذلك مخطط بنت أبي لهب الملقبة بوزيرة الأرز في حكومة الغضب في إشعال فتيل الفتنة وإذكاء جمرات الحطب بين أبناء وبنات عروس العرب.

ماأجمل زهور لبنان، ياسيدتي القبيحة الوجهين، فهي كثيرة الشوك . والأحرى بالعاقل، ياسيدتي الجاهلة، أن لايحطب ليلا فتقع يده على أفعى فتنهسه.

ألا تعلمين، ياعازفة البيانو الرديئة، أن فيروزا تغني عند ابتسامة الشمس وتقرع باب كل فؤاد: بحبك يالبنان!! بل إن نكهة القهوة الصباحية ترقص في خيلاء لصوت لبنان، وأن ندى الفجر يعشق رجولة لبنان وطفولة لبنان وأرض لبنان .فماأعذب التفوه بكلمة لبنان ياعديمة الذوق!! .

كما أننا نبلغ اليك سلام أم حسين من صور وأنها تثني عليك بمايليق بمقامك و بماهو أنتن من ريح الجورب . وتخبرك أنها مازالت حية صامدة بين الجثث الهامدة، وانها تدعو ربها بالغداة والعشي راجية منه الرحمة ، وأنها تدعو عليك عند مقام المسيح ومريم العذراء، وعند السجود أثناء صلاة العشاء ، ومن فوق الأرض الجرداء ، ومن تحت هدير سقف السماء، وعند التيمم بحفنة الثرى الممزوج بلون الدماء، ومع كل دمعة تبلل أبناءها السبعة الشهداء .

أما أبو شادي من قانا فيبلغك أنه قد جعل من البكاء منزلة الغناء، فما يجدي النحيب ولايغني العويل، لكن العين أنثى يامن تشبه في خصرها الذكر. كما يعلمك أنه يؤمن بالآخرة ويبتسم، وأنه مازال يتبنى الأيتام رغم فقدانه لرجله الثانية، وأن قلبك الحجر لن يعجزه عن زرع الشجر.

و اليك سلام الصغير جهاد من صيدا الذي يخبرك بأنه صار رجلا في ثياب الطفولة منذ أن تفانى في جمع أشلاء جثة والديه ، وأنه قد حذف من قاموسه العربي منظومة النسيان ، وانه قد كشف عن هوية الأربعين حرامي وحرامية، وهو يردد: "سوف تبول الثعالب عليك يوما يامن لبست جلد النمر وكشفت عن العداوة واغتصبت براءة أطهر بني البشر".

مع فائق الغضب وأرذل التحيات وأبغض التمنيات.

بقلم : فؤاد وجاني

ليست هناك تعليقات: